اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زعيم «ائتلاف العراقية» اياد علاوي من دون أن يسميه بانه يريد اعادة «السيادة العراقية الى الصفر»، فيما جددت «العراقية» تهديدها بالإنسحاب من العملية السياسية برمتها اذا تم استبعاد أي من اعضائها بناءً على قرارات «المساءلة والعدالة». وشن المالكي هجوماً غير مسبوق على علاوي وكتلته، واتهمه بمحاولة «فرض وصاية الأممالمتحدة على العراق». وجاءت تصريحاته لدى أفتتاحه جسراً يحمل اسم «فاطمة الزهراء» في محافظة كربلاء (100 كلم جنوب بغداد). وقال ان «البعض ذهب الى الجامعة العربية ليطالبها بالتدخل والاممالمتحدة في موضوع الانتخابات العراقية»، معتبراً ذلك «ظاهرة غريبة لأن هذا يعني ان يبقى العراق تحت طائلة الفصل السابع». وأضاف انهم «ذهبوا من دون خجل واستحياء ليطلبون تدخل الاممالمتحدة في الانتخابات وهذا يعني وصاية على العراق». وتابع: «اننا نرفض فتح الابواب للتدخلات الخارجية. ولم أسمع ان بلداً مثل العراق تحت طائلة الفصل السابع والعقوبات ونحن نعمل على اخراجه، يطلب بعض سياسييه بتدخل اممي في انتخاباته وشؤونه الداخلية». وانتقد زيارات الكتل السياسية لبعض الدول، وقال: «انها تريد تدخل هذه الدول في الشأن العراقي الداخلي». وزاد إن «البعض قدم تنازلات من اجل ان نتراجع عن العد والفرز وكذلك (تلقينا) تهديدات بضرب المنطقة الخضراء بالصواريخ». وأوضح ان «كيانات سياسية هددت بإمطار المنطقة الخضراء بالصواريخ في حال أعيد العد والفرز». اننا من خلال اعادة العد والفرز اليدوي وضعنا الاصبع على الجرح ولا نعرف لماذا هذه الضجة التي يحاول البعض اثارتها». ودعا المالكي الجامعة العربية والمؤسسات الدولية الى ان «تأخذ الامور بطبيعتها وان لا تخطو خطوة (لمصلحة) ما يريده بعض السياسيين لأن هناك من يريد العودة بالبلاد الى مربع الصفر». وعن قرارات هيئة التمييز الأخيرة قال ان «قضية المساءلة والعدالة اعطيت اكثر من حجمها» داعياً الى «ضرورة التعامل بمرونة كي لا تعرض العملية السياسية الى انتكاسة وأزمات». وكان علاوي زار القاهرة الأسبوع الماضي والتقى الرئيس حسني مبارك ووزير خارجيته احمد ابو الغيط ، والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. واعلن بعد لقائه موسى انه طلب منه «مفاتحة الاممالمتحدة للتدخل لحماية الديموقراطية في العراق، وللحيلولة دون مصادرة ارادة الناخب العراقي، ووقف قرارات هيئة التمييز بشطب اصوات مرشحين شاركوا في الانتخابات». ورد القيادي في قائمة علاوي سلمان الجميلي بشدة على أتهمات المالكي، معتبراً انها «محاولة لخلط الاوراق وأظهار العراقية كأنها تبحث عن تدخل خارجي على رغم ان الجميع يعرف من جعل ابواب العراق مشرعة للتدخل الخارجي». وقال في تصريح إلى «الحياة» ان «مطالبة العراقية بتدخل الاممالمتحدة هو لانقاذ العملية السياسية والديموقراطية الناشئة من الانهيار»، مشيراً الى ان «مسؤولية الاممالمتحدة هي حفظ الامن والسلم الدوليين واي انهيار في العراق سيهدد السلام الدولي لذلك فإن من صلب مسؤوليتها التدخل». وأضاف ان «موقف القائمة العراقية معروف وهي ترفض أي تدخل خارجي، لكن وضع الاممالمتحدة يختلف لانها هي التي ترعى العملية السياسية والتحول الديموقراطي في العراق وبالتالي هي المسؤولة عن وقف أي انحراف او محاولة الالتفاف على العملية الديموقراطية ومبدأ التداول السلمي للسلطة وهذا ما يحاول بعضهم عمله اليوم». الى ذلك جددت «العراقية» تهديدها ب «الانسحاب من العملية السياسية إذا تم استبعاد أي من اعضائها على خلفية قرارات المساءلة والعدالة». وقال القيادي في القائمة اسامة النجيفي الذي يزور القاهرة «سنطرق كل الابواب القانونية والدستورية لكن اذا لم نصل الى نتيجة فسننسحب من العملية السياسية برمتها وسنعلن العصيان المدني». وأضاف في تصريحات صحافية من القاهرة: «لن نسمح بأي حال من الاحوال بمصادرة ارادة الناخب العراقي او القفز على الحق الدستوري للقائمة العراقية الفائزة في الانتخابات التشريعية، بتشكيل الحكومة».