أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، أن عام 2016 هو عام الانتقال في سورية وأن استراتيجية التحالف المناهض لتنظيم «داعش» ستتركز على كل من الرقة والموصل حيث مقر قيادة التنظيم. وأشار هولاند في كلمة ألقاها خلال حفل استقبال السفراء المعتمدين في فرنسا بمناسبة العام الجديد في قصر الإليزيه إلى أن «تهديدات كبيرة تحدق بالعالم وآفة الاإرهاب مستمرة بضرب دول عدة، فيما التوترات في الشرق الأوسط تتصاعد بخطورة والنزاعات تلقي على الطرقات لاجئين يزداد استقبالهم في اوروبا صعوبةً». وأكد أن «فرنسا تعمل من أجل السلام ضد الإرهاب وهي ليست عدوة لأي شعب أو أي حضارة أو دين»، مشدداً على أن عدو بلاده هو «الإرهاب الجهادي الذي يخسر مواقع يوماً بعد يوم وتتقلص مصادر تمويله لكن عدوانيته تتصاعد في مناطق مختلفة». وتابع الرئيس الفرنسي أن التحالف الذي يقاتل «داعش» اعتمد استراتيجية تقضي بالتركيز على تحرير الرقة في سورية والموصل في العراق، حيث مقرات قيادة التنظيم ودعم القوات العربية والكردية التي تقاتله على الأرض إلى جانب تسريع وتكثيف وتيرة العمليات. وزاد هولاند أنه أراد تعزيز التعاون مع روسيا ضد «داعش» من دون سواه وأنه أوضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه ينبغي ضرب التنظيم بالصميم من دون استهداف المعارضة المعتدلة. وتوقف عند الوضع في ليبيا معتبراً أن تشكيل حكومة وحدة وطنية خطوة مهمة وأنه ينبغي أن يتمكن البرلمان الليبي من الاجتماع وتكون الحكومة قادرة على اتخاذ القرارات، مؤكداً استعداد بلاده لمساعدة تلك الحكومة على استعادة هيبتها وبسط سلطتها على كل ليبيا. وبالنسبة إلى سورية، قال هولاند إن العام الحالي هو «عام الانتقال والاتفاق بين كل مكونات الشعب السوري إذ إن الأساس موجود وكذلك الإطار ولكن تبقى مسألة مَن يحكم سورية؟ إذ إنه من المعروف جيداً أن الرئيس بشار الأسد لا يمكن أن يكون مستقبل سورية». ورأى أنه لا بد من إيجاد مخرج للأزمة السورية بمعاونة دول المنطقة وأصحاب الوزن في الأسرة الدولية من دون استبعاد أحد. وذكّر بأنه سيستقبل الرئيس الإيراني حسن روحاني في 28 من الشهر الجاري في أول زيارة من نوعها منذ 17 سنة بعد انجاز الاتفاق حول الملف النووي الذي تتطلب 10 سنوات من التفاوض، لافتاً إلى أن «الرهان الآن هو على التطبيق». وعبّر عن اعتقاده بأن عودة إيران إلى الساحة الدولية ممكنة، داعياً إلى وقف التصعيد بين ايران والمملكة العربية السعودية. وأبدى استعداد بلاده للمساعدة على رأب الصدع كونها قادرة على التحدث إلى الجميع. وأكد هولاند إرادته أن تكون علاقات بلاده مع دول الخليج ممتازة وأن هذه الدول تعرف أن في إمكانها الاعتماد على فرنسا، مشدداً على ضرورة التقدم نحو حل في اليمن لأن الفوضى السائدة في هذا البلد تهدد المنطقة كلها. وكشف عزمه على زيارة كل من سلطنة عمان والأردن ومصر قريباً. وتطرق إلى الوضع في لبنان، مشدداً على ضرورة وضع حد للفراغ الرئاسي المؤسف، الذي يمكن أن يكون خطِراً، لافتاً إلى الحاجة هنا أيضاً إلى علاقات جيدة بين السعودية وإيران لصيانة وحدة الأراضي اللبنانية وسلامتها.