جنيف، مكسيكو، واشنطن - أ ب، رويترز، ا ف ب - أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس، ان الإصابات الأكيدة بأنفلونزا الخنازير (أي اتش1 ان1) تعدت الألف في 20 دولة، فيما اتسع انتشار الفيروس في الولاياتالمتحدة وأوروبا، في وقت تعدّ المكسيك لاستعادة حياتها الطبيعية تدريجاً، على رغم أن الإصابات الأكيدة على أراضيها تتجه إلى ارتفاع. وسرت إشاعات في واشنطن عن إصابة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بالعدوى، لكن الخارجية سارعت الى تبرير توعك الوزيرة بإصابتها بالحساسية. وقالت رئيسة منظمة الصحة العالمية مارغريت تشان لصحيفة «فايننشال تايمز» الصادرة في لندن، ان أنفلونزا الخنازير قد تتراجع قبل ان تعاود الظهور في شكل اشد فتكاً، خصوصاً ان الشتاء سيغزو نصف الكرة الجنوبي، وهو موسم تزداد فيه الإصابات عادة. وأضافت: «اذا حصل ذلك، سنكون إزاء أسوأ وباء يشهده العالم في القرن الحادي والعشرين. ولكن لا دليل على أننا نواجه وضعاً مماثلاً لما حدث عام 1918» عندما قتلت الأنفلونزا الإسبانية 50 مليون شخص (راجع صفحة 7 و 17). في جنيف، قال كيجي فوكودا نائب رئيسة منظمة الصحة ان لا دليل على انتشار الفيروس في شكل كثيف خارج أميركا الشمالية. وزاد: «ما زلنا نشهد عدداً من الإصابات المرتبطة بالسفر في عدد من الدول، وتحركاً محدوداً للفيروس في اتجاه الجنوب». وأشار الى ان عدد الإصابات الأكيدة بالأنفلونزا في العالم بلغ 1025 في 20 دولة، لافتاً الى 26 وفاة بسبب المرض. وتنتظر المنظمة الصحة ظهور أدلة على انتشار متواصل للفيروس خارج الأميركتين، قبل رفع حال التأهب من الدرجة الخامسة إلى الدرجة السادسة التي تعني ظهور وباء عالمي. وأشار وزير الصحة المكسيكي خوسيه انخيل كوردوبا الى 26 وفاة و701 إصابة بالفيروس، فيما أكد الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون نجاح جهود «احتواء الوباء» في بلاده التي ستعود بدءاً من غد الى الحياة الطبيعية بعد خمسة ايام على ما يشبه إقامة جبرية، فُرضت على المواطنين. وفي الولاياتالمتحدة، أعلنت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إن الأنفلونزا أصابت 286 شخصاً في 36 ولاية. وتوقع مسؤولون أميركيون اكتشاف حالات أخرى، فيما ينتشر المرض في أنحاء البلاد. وسُجلت إصابات أكيدة في كولومبيا والسلفادور وفرنسا، وفي البرتغال للمرة الأولى، في وقت ارتفعت الحالات الأكيدة في بريطانيا الى 27، بعد اكتشاف 9 إصابات جديدة بينها 7 أطفال التقطوا الفيروس داخل البلاد، واثنتان لشخصين عادا أخيراً من المكسيك. في واشنطن، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية روبرت وود ان كلينتون ألغت مواعيدها أمس، مشدداً على أنها لم تصب بأنفلونزا الخنازير. وتابع انها «متعبة قليلاً فحسب وستستأنف نشاطها» اليوم، موضحاً ان الوزيرة «تعاني من الحساسية».