الكلمات لا معنى لها إذا تعلق الأمر بمعاناة إنسان. وإذا كان ذاك الإنسان امرأة مسنة ومريضة، يصبح كل قول ابتذالاً لتلك المعاناة، ويبقى فقط طلب الرحمة لأم محمد السعودية الستينية التي تنهش جسدها أمراض عدة ويهددها الإيجار المتأخر بالطرد، والدين الثقيل بالسجن. «أريد أن أموت وأنا مرتاحة»، هذا كل ما تطلبه من هذه الدنيا؛ أن تنتظر الموت القريب براحة بال! من دون أن تخشى التشرد أو تنتظر السجان. فماذا تريد عجوز تجاوزت ال 60 من العمر وتعاني أمراضاً كثيرة خطرة تبدأ بالكبد الوبائي وأمراض الكلى والربو المزمن، إضافة إلى إصابة خطرة في الظهر؟ وتسكن أم محمد في شقة بالإيجار وعليها متأخرات كثيرة لم تدفعها تصل إلى نحو 14 ألف ريال، إلى جانب أقساط سيارة مطالبة بسداد قيمتها بموجب صك من المحكمة. وتقول: «لا أملك دخلاً سوى راتب زوجي المتوفي وهو لا يكفي الإيجار والأدوية الغالية التي أشتريها، إضافة إلى متطلبات المنزل والمتطلبات المعيشية ومصاريف الكهرباء». وتضيف أم محمد أن الضمان الاجتماعي كان يمنحها مرتباً يدعمها قليلاً إلا أنهم قطعوه عنها بحجة الراتب الشهري الذي تتقاضاه، مؤكدة أنها مهددة بالطرد والسجن. وتأمل العجوز الحزينة من المعنيين الوقوف معها ومساندتها في آخر أيامها حتى تستطيع انتظار أجلها وهي هانئة، كما تناشد فاعلي الخير والقائمين على الجمعيات الخيرية مد يد المساعدة إليها وانتشالها من انتظار القدر الصعب الذي يقترب منها يوماً بعد يوم.