قال مفوض العلاقات الدولية في حركة «فتح» عضو لجنتها المركزية الدكتور نبيل شعث إن التوصل إلى سلام مع حكومة بنيامين نتانياهو «مستحيل»، مستبعداً أن تكون الإدارة الأميركية توصلت إلى تفاهمات سرية مع إسرائيل على تجميد الاستيطان في القدس. وشدد على أهمية تحقيق المصالحة بين حركتي «فتح» و «حماس» كمصلحة وطنية، لكنه حمّل قيادة «حماس» في دمشق مسؤولية تعطيل التوقيع على الورقة المصرية بسبب «أجندات إقليمية». وأوضح شعث في لقاء مع ممثلي الجالية الفلسطينية في بريطانيا مساء الإثنين - الثلثاء بحضور السفير الفلسطيني البروفيسور مانويل حساسيان، أن تحقيق السلام مع حكومة نتانياهو غير ممكن، بل هو في عداد المستحيل. وأضاف أنه إذا ضغطت واشنطن على نتانياهو واضطرته إلى الاستقالة، فإن الائتلاف الحكومي الذي سيخلفه سيشرع فوراً في مفاوضات مع الفلسطينيين. وقال إن السلطة لا تستطيع أن تفاوض نتانياهو في ظل الاستيطان والقرار العسكري الرقم 1650 الذي يقضي باعتقال أي فلسطيني في الضفة الغربية وترحيله إذا لم يكن يحمل إذناً إسرائيليا للإقامة هناك. وتحدث شعث عن أربعة أهداف استراتيجية مطلوبة فلسطينياً في المرحلة الراهنة، وهي: أولاً، توسيع نطاق النضال والكفاح الشعبي، مثل التظاهرات ضد الجدار والاستيطان ومقاطعة البضائع الإسرائيلية، مشيراً إلى اتساع الاحتجاجات الشعبية لتشمل 17 قرية في الضفة حالياً. وثانياً، تحويل هذا الحراك الشعبي إلى حراك دولي من خلال مد خطوط التواصل مع الأحزاب والمؤسسات الغربية وتشجيعها على مناصرة القضية الفلسطينية وعزل إسرائيل ومقاطعتها وفضح جرائمها ومخالفتها للقانون الدولي. وثالثاً، استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام بين «فتح» و «حماس»، مشيراً إلى أنه «من دون الوحدة نخسر كل شيء في قضيتنا». ورابعاً، مواصلة بناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية حتى تكون جاهزة لدعم الدولة المستقبلية. ورأى أن المصلحة الفلسطينية تقتضي إنجاز المصالحة وعدم انتظار تسوية إيران وسورية أمورهما مع الولاياتالمتحدة لأن الاستيطان سيكون ابتلع الأرض الفلسطينية، مضيفاً أن الانقسام قد يتكرس بمرور الزمن وقد تصبح هناك شريحة مستفيدة منه. واعتبر أن المناخ الدولي حالياً الأفضل في تفهم الحقوق الفلسطينية، غير أن الفلسطينيين في أسوأ وضع لاستغلال هذه الفرصة بسبب انقسامهم وضعف العالم العربي. وتحدث شعث عن السياسة الأميركية تجاه الصراع العربي - الإسرائيلي، قائلاً إن من الخطأ الاعتقاد بأن اللوبي اليهودي يصنع السياسة الأميركية، مضيفاً أن هناك من يعتقد أنه لا يمكن تغير السياسة الأميركية بتغير الرؤساء لأن العمل السياسي الأميركي «مؤسسي»، أو أن الرئيس باراك أوباما سيكون مثل صلاح الدين الأيوبي، موضحاً أن أوباما يعمل بالدرجة الأولى من أجل المصلحة الأميركية، وأن البيت الأبيض يعد أضخم سلطة تنفيذية في العالم. ولفت إلى أن الرئيس الأميركي لم يبدأ بالتحرك دولياً إلا بعد أن أنجز وعوده الداخلية، وتحديداً تمرير قانون الرعاية الصحية. وقال إن أوباما الآن في معركة ضد لوبي نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني وليس مع اللوبي اليهودي الأميركي المنقسم على نفسه. ولاحظ أن شعبية أوباما تدهورت إلى 4 في المئة لدى الإسرائيليين عندما ألقى خطابه في القاهرة، لكنها ارتفعت إلى 68 في المئة عندما انتقد نتانياهو وتعهد الحفاظ على أمن إسرائيل.