صادقت الهيئتان الاشتراعيتان في روسيا وأوكرانيا في شكل متزامن على اتفاقية تمديد مرابطة الاسطول الاسود الروسي في شبه جزيرة القرم لمدة 25 سنة إضافية، وسط جدل صاخب في البرلمان الاوكراني وتظاهرات للمعارضة خارجه. واعتبر الكرملين التطور «انتصاراً لمصالح اوكرانيا الاستراتيجية». وصوّت «مجلس الرادا» (البرلمان الاوكراني) بعد جلسة صاخبة قذف خلالها معارضون رئيس البرلمان ألكسندر ليتفين بالبيض وانتهت بعراك افضى الى نقل عدد من النواب الى المستشفيات. وصوت 236 نائباً لمصلحة المصادقة على الاتفاقية المثيرة للجدل في وقت كانت تحتاج الى 226 صوتاً. واعتبرت رئيسة الوزراء السابقة وأبرز رموز المعارضة يوليا تيموتشينكو التطور «صفحة سوداء في تاريخ أوكرانيا»، ووصفت الغالبية النيابية المؤيدة للرئيس فيكتور يانوكوفيتش بأنها «تكره أوكرانيا»، وزادت ان ما جرى يعني أن السلطة «بدأت عملية التفريط بأراضي أوكرانيا، والتنازل عن السيادة والاستقلال»، داعية إلى «الوقوف صفاً واحداً لإطاحته (يانوكوفيتش)». وفي الشارع الاوكراني حشدت المعارضة آلافاً من انصارها امام مبنى البرلمان وأعلنت لجوءها الى المحكمة الدستورية لتعطيل تنفيذ الاتفاقية، لكن مصدراً اوكرانياً ابلغ «الحياة» انه يستبعد صدور قرار يؤيد مطالب المعارضة عن المحكمة، لأن السلطة الأوكرانية استندت إلى نص في الدستور يتيح الوجود العسكري الأجنبي في حالات خاصة. وأكد رئيس الوزراء الأوكراني نيقولاي آزاروف ان مصادقة البرلمان تعد نهائية ولا تحتاج الى إجراء استفتاء عام، مؤكداً ان استطلاعات الرأي أظهرت أن أكثر من 60 في المئة من الأوكرانيين يؤيدون التقارب مع موسكو وتمديد بقاء قوات الاسطول الروسي على الاراضي الاوكرانية. وأضاف: «لا بديل لهذه الاتفاقية أيضاً لأنها تترجم بالنسبة الى أوكرانيا إلى خفض أسعار الغاز المستورد من روسيا». في المقابل، مرت عملية المصادقة على الاتفاقية في موسكو بسلام، وصوّت مجلس الدوما بإجماع الحاضرين عليها (410 نواب). وتنص الاتفاقية على تمديد مرابطة أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم لمدة 25 سنة إضافية بدءاً من عام 2017 مع إمكانية التمديد لمدة خمس سنوات أخرى بموافقة الطرفين. غاز روسي «مكافأة» وحصلت كييف مقابل التمديد للأسطول الروسي على تخفيض غير مسبوق في اسعار الغاز الطبيعي الروسي وصل إلى نحو 30 في المئة. وأعرب الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف عن ارتياحه للتطور واعتبره «انتصاراً لمصالح أوكرانيا الاستراتيجية على العواطف الآنية». وأعلن وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف أن اتفاقية التمديد ستساعد في تحديث الأسطول والبنى التحتية التابعة له. وأوضح ان موسكو «تعتبر الاتفاقية حدثاً مهماً في حياة البلدين، بخاصة ان الأسطول الروسي يعد ضمانة للأمن في البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط على حد سواء». في غضون ذلك، اعلن مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسي ديمتري روغوزين أن دخول الاتفاقية حيز التنفيذ «يعني عملياً انتهاء الحديث عن احتمال انضمام أوكرانيا إلى الأطلسي»، معتبراً أن «الوضع الجديد لم يعد يسمح للحلف في التفكير بضم أوكرانيا».