«الحمد لله تم اكتشاف الخطأ وجارٍ تصحيحه»... (ما سبق هو تصريح لمدير إدارة الأحوال المدنية في جدة)، رداً على شكوى المواطن حميد المطيري، الذي فوجئ بوجود أصالة في السجل المدني، وبما أنه لم يرَ الطفلة أصالة في حياته، لأنه لم ينجبها أصلاً، ولم يقم بإضافتها أيضاً، فهو ينتظر حتى الآن حذف أصالة من سجله! السؤال الأهم وهو ما أتوقعه من بعض السيدات، لماذا لم يخطئ الموظف أو الحاسوب في ابني الذي لم يضف حتى اليوم؟ لأن والده يرفض ذلك، أما السؤال الأصعب فهو الطفلة أصالة إذا لم تكن تتبع لهذا المواطن، فمن تتبع بالتحديد؟ وهل سيتم حذفها بحول الله من السجل المدني للمواطن المذكور أعلاه فقط؟ أم سيتم البحث عن والدها لإضافتها في سجله؟ - «الحمد لله انتهى البلاغ، وتم أخذ التعهدات اللازمة»... (ما سبق جزء مهم في خبر قرأته قبل أسبوعين، وهو عن فتى لا يزيد عمره على 12 عاماً، أبلغ الجهات المختصة عن والده المدمن على تناول الخمور). جميلة جداً الاستجابة الرائعة التي تمثلت في حضور فرقة إلى منزل الفتى، واقتادت الأب المدمن إلى المركز، وانتهى الخبر الجميل، الذي يرتكز جماله في سرعة الاستجابة، ولكن بقيت جملة التعهدات اللازمة غامضة ومعلقة في الهواء الطلق، وكنت أتمنى أن أعرف ما هي التعهدات التي ستضمن لهم سلامة أسرة المدمن، خصوصاً الفتى المُبلّغ؟ وهل تتضمن إرسال الأب للعلاج؟ - «لو فرضنا»... ليست أغنية عبدالله الرويشد، إنما سؤال وجّهته لنفسي مراراً وتكراراً بعد الحادثة البشعة، التي ذهبت ضحيتها رضيعة ماتت حرقاً وضرباً وخبطاً بين يدي والدتها، التي صرحت بأنها حاولت إخراج الجن من جسدها، (لو فرضنا) أن الأم مريضة، ولديها ضلالات وهلاوس أياً كان نوعها، فلماذا صمت الوالد على هذه الجريمة؟ عندما نطالب بإلزامية التعليم (لدينا ألف حق)، وعندما نطالب مؤسسات الدولة بالوقوف بحزم للحد من هذه الثقافة المرعبة (لدينا ألف حق)، وعندما نطالب برفع سن الزواج للفتيات وللذكور (لدينا ألف حق)، وعندما نطالب بتوعية المجتمع (لدينا ألف حق)، وشادن الطفلة القتيلة شاهد على ذلك. حافيات ولكن لسن على جسر من ذهب، إنما هن طالبات أجبرتهن مديرة إحدى المدارس في عرعر على العودة إلى منازلهن حافيات، بعدما رصدتهن يتراشقن بالأحذية، فأمرتهن مشكورة بتسليم أحذيتهن والعودة حافيات! سمعنا أن هناك تحقيقاً، سيتم بعده إنذار المديرة، ولفت نظرها على الأسلوب غير التربوي، الذي عالجت به الموقف، والإدارة ستحوّلها إلى معلمة إذا ثبت أنها كررت الأسلوب ذاته مرة أخرى (يا فرحتي)! - معاملة 7 نجوم (ربما)... أختلف قليلاً مع شعار وزارة الصحة السابق (المعاملة الحسنة لا تحتاج إلى إمكانات)، وهو شعار حاولت كثيراً وطويلاً تقبله، ولم أتمكّن لأن المعاملة الحسنة تحتاج إلى إمكانات ومهارات وأفكار وثقافة وفهم عميق لرؤية المكان ورسالته وأهدافه، والإلمام بقوانين المؤسسة، وتمثيلها على الوجه المأمول، وهذا بالفعل ما وجدناه واتفقنا عليه بعد الانطباع الجميل، الذي خرجنا به بعد دورة الإنعاش القلبي الرئوي، التي حضرناها في مستشفى الملك عبدالعزيز في قسم الأبحاث والتعليم الطبي المستمر، كانت المعاملة رائعة ومهنية بكل المقاييس، فبدءاً من الحجز عن طريق الهاتف، والدورة التي بدأت بفيلم تعليمي واضح ومدروس، إلى التعامل الهادئ والكرم والاستقبال والتوديع الرائع، كل الشكر لهذا الفريق، وهذه الإدارة كانت فعلاً معاملة 7 نجوم. - (هذا توقيف وليس فندق سبع نجوم)... هذه الجملة ردّدها موظف في قسم التوقيف في مدينة الرياض لرجل حاول إحضار الأنسولين لأخيه الموقوف، رافضاً كل التوسلات من الرجل، ومن زميله أيضاً الذي حاول التدخل لإدخال الدواء اللازم، هذه الجملة شاهدتها مكتوبة في الخبر غير الجميل، وما زلنا ننتظر رداً من المسؤولين، بماذا عوقب هذا الموظف؟ وماذا لو تدهورت صحة مريض السكر الموقوف وتوفي مثلاً؟ من يا ترى المسؤول؟ سوزان المشهدي