«معلومات ضائعة ومشتتة» هكذا تصف معلمة المرحلة المتوسطة زينب بدر، وضع الطالبات حال انتقالهن من الابتدائية. وتقول: «لم يكن قرار التقويم المستمر يصب في مصلحة الطالبة والمعلمة، فكثيراً ما نُعيد على الطالبات المعلومات التي يفترض أن يكنّ أخذنها في سنوات الدراسة الابتدائية». وتعزو ذلك إلى أن «التقويم المستمر المعمول به في تلك السنوات، عبارة عن اختبارات وتقويم يومي للطالبات، فيأخذن المعلومة ولا يعدن إليها مرة أخرى، فكل جزء تم تقويمه لا تعود له المعلمة مرة أخرى». وترفض زينب تحميل المسؤولية لزميلاتها المعلمات في الابتدائية، «فالخطأ ليس منهن، ولكن في نظام التقويم ذاته، فقبل التقويم كانت المعلمة تُعيد المنهج كاملاً طوال العام»، مؤكدة أن أكثر ما تعانيه معلمات المتوسطة هو «الإملاء الركيك لدى الطالبات، فلم يعتدن على الكتابة على ورقة اختبار، فكلها يومية شفهية. ولو كانت أوراق اختبار فيكون ذلك اجتهاداً من المعلمة». كما تشير إلى أن خطوط الطالبات في فترة قبل التقويم المستمر «أفضل من الآن، لذا نرى في حال تصحيح أوراق الاختبار ضعفاً في الإملاء، ونصلح الأخطاء الإملائية إلى أن نصل إلى ما فهمته الطالبة وكتبته. وليس من صلاحياتنا تصحيح الأخطاء الإملائية ومتابعتها». وتشير إلى أن الطالبات في المتوسطة «يُصبن بصدمة الاختبارات، واللجان، والاختبارات المفاجئة التي تجريها المعلمة لطالباتها، لتتأكد من أن الطالبات يدرسن باستمرار». وتخلص إلى أن الوضع قبل التقويم كان «أفضل بكثير». وتقول المعلمة ليلى الخميس: «كوني معلمة وأماً فباستطاعتي أن أرى فروقات قبل التقويم وما بعده. كما أستطيع الجزم بأن الاختبارات أفضل من التقويم، إذ كانت الطالبة تصل إلى المتوسطة وهي على دراية بأنظمة الاختبارات، وتتفهم وضعها، إلا أننا نراهن يصبن بالخوف والصدمة من شيء يُسمّى قاعة اختبار. أما قبل التقويم المستمر فكانت الطالبة تدرك معنى الاختبار، ولا تخشاه، بخلاف ما يحدث الآن، إذ نرى الطالبة تصل إلى المتوسطة وهي تشعر بأنها مرحلة غريبة عليها، لا ترتبط بما سبقها، حتى إن الطالبات يسألن عن صيغة السؤال، على رغم بساطته». واعتبرت الخميس الإملاء والتعبير «المعضلة الأولى للطالبات، فهن لا يستطعن التعبير بعد أن تحوّل من تعبير إلى ما يشبه الإملاء والقواعد. فلا تستطيع الطالبة كتابة أربعة أسطر من تعبيرها. أما الإملاء فعبارة عن طلاسم نقوم بفكها لنصل إلى مدى فهم الطالبة للمادة. كما يصبن بالهلع عندما نخبرهن بأن اختبارهن في أربعة دروس، فيشعرن بأنها كثيرة، وبأننا نثقل كاهلهن بالمذاكرة، وبكمية من المعلومات في الدروس، بخلاف التقويم المستمر، درس واحد فقط يومياً». وترى معلمة الرياضيات غادة المحفوظ، أنه قبل التقويم كان مستوى الطالبات أفضل: «كن يتعلمن الاعتماد على النفس، كما كان التعامل مع ورقة الاختبار في السابق أفضل. أما بعد التقويم فلا يستطعن التعامل مع ورقة الاختبار، ويردن باستمرار أن تقرأ لهن المعلمة الورقة»، مضيفة أنه «قبل التقويم؛ كنا نشعر بنضوج معلوماتهن، أما بعده فيقوّمن في المعلومة وينسينها، وكنا نرى اهتماماً أكبر من جانب الأسرة قبل التقويم، إذ تحضر الطالبة ولديها رهبة الاختبار، فتثبت المعلومة». وتذكر: «كنت أتحدث مع بعض الأمهات عن وضع الطالبات قبل التقويم وبعده، إلا أن رأيي لم يعجبهن، وثارت عليّ إحداهن، وقالت إن التقويم أفضل من قلق ورهبة الاختبارات».