قالت مصادر فرنسية مطلعة على زيارة وزيرة العدل الفرنسية ميشيل إليو ماري للبنان حيث التقت نظيرها اللبناني ابراهيم نجار وكانت ضيفة عشاء رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مساء الجمعة الماضي، ان الحريري تطرق معها الى الوضع الإقليمي وتعطيل مسيرة السلام بسبب مواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، وقال لها إن فرنسا وأوروبا ينبغي أن تلعبا دوراً لأنه لا يمكن أن تستمر الأوضاع على ما هي عليه. وقال الحريري ان في عام 1991 عندما كان مؤتمر مدريد للسلام لم يكن هناك بن لادن ولا «جهاد اسلامي» ولا «حماس» والتطرف الإسلامي هو نتيجة تعنت اسرائيل التي تغذي التطرف. وكشف الحريري أنه شجع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على المشاركة في المحادثات غير المباشرة بواسطة المبعوث جورج ميتشل، إلا أن تصريحات نتانياهو أتت بعد أيام قليلة من ذلك وخيّبت الآمال. وجدد التأكيد أن لبنان يريد السلام كما تريده الدول العربية، وأن وحدها الضغوط الاقتصادية على اسرائيل قد تعطي نتيجة مثلما كانت في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلي اسحاق شامير. وقال الحريري ان موقف «الرباعية كما تم اعلانه في موسكو كان قوياً وإيجابياً ولكن لم تكن له أي متابعة بعد ذلك». الى ذلك تحدث مصدر فرنسي مطلع في باريس ل «الحياة» عن الأوضاع في لبنان قبل زيارة إليو ماري المنطقة، وقال: «ان فرنسا قلقة من مزيج من عوامل تؤثر في الوضع في لبنان، من بينها مسألة المحكمة الدولية وأزمة الملف النووي الإيراني واحتمال تأثيرها في الوضع في لبنان»، مشيراً الى أن بعض ما يقوله المسؤولين الأمنيين في اسرائيل من أن حل مشكلة «حزب الله» في لبنان يكون عملية عسكرية على الجنوب أو عودة احتلاله. ألا ان المصادر الفرنسية تعتبر ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لن يقوم بعملية عسكرية على لبنان لأنه مدرك أن العالم بأسره سيكون ضده من الولاياتالمتحدة الى أوروبا وأنه لن يخضع لآراء التيار الأمني في اسرائيل لهذا السبب. إلا أن الأوضاع في جنوب لبنان، بحسب المصادر، هشة مع الخروق الإسرائيلية شبه اليومية في الأجواء اللبنانية وأيضاً الخطابات الشديدة اللهجة لوزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك وأمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله وقمة الدعم للمقاومة التي عقدت في دمشق، وهذه الأوضاع الهشة تقلق باريس التي تتخوف من تأثير الملف الإيراني النووي والتوتر مع دول مجلس الأمن في الأوضاع في الجنوب.