أكد الرئيس بشار الأسد اهمية عمل بلغاريا من خلال الاتحاد الأوروبي لبذل مزيد من الجهود من اجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط على اساس قرارات الشرعية الدولية. جاء ذلك خلال لقاء الأسد امس رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف بحضور رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري. وأفاد ناطق رئاسي ان اللقاء تناول «العلاقات الثنائية وأهمية تطويرها والحرص على تعزيز التعاون في المجالات كافة، خصوصاً السياسية والاقتصادية منها، بما يسهم في استعادة دفء العلاقات التي تعود إلى عشرات السنين، وبما يحقق مصلحة الشعبين الصديقين، اذ جرى التطرق إلى إطلاق مجلس رجال الأعمال السوري - البلغاري، ومناقشة الآفاق الممكنة لدفع العلاقات الاقتصادية، وفتح أسواق البلدين أمام استثمارات رجال الأعمال السوريين والبلغاريين، وإقامة مشاريع نوعية وصولاً إلى تحقيق شراكة حقيقية بين البلدين». وأشار الناطق الى ان الأسد بحث مع بوريسوف في «آخر التطورات الإقليمية والدولية، خصوصاً موضوع السلام حيث كان هناك تأكيد على ضرورة بذل المزيد من الجهود وصولاً إلى تحقيق السلام القائم على قرارات الشرعية الدولية». وفي هذا المجال، شدد الأسد على «أهمية أن تعمل بلغاريا من خلال عضويتها في الاتحاد الأوروبي على دعم هذه الجهود» لتحقيق السلام، في حين اعرب رئيس رئيس الوزراء البلغاري عن استعداد بلاده ل «تقديم كل مساعدة ممكنة لتحقيق السلام»، كما «اكد حرص بلاده على تحقيق شراكة ثابتة مع سورية في المجالات كافة». وكان عطري بحث مع نظيره البلغاري بحضور نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري في «سبل التعاون في القطاعات الصناعية والتجارية والري والزراعة والنقل والطاقة الكهربائية والسياحة والتعليم، إضافة إلى تفعيل دور رجال الأعمال والفعاليات الاقتصادية السورية - البلغارية». الى ذلك، بدأت امس اجتماعات اللجان التحضيرية لانعقاد اللجنة العليا السورية - الإيرانية برئاسة عطري ونائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي في دمشق بدءاً من يوم غد ولمدة يومين. وعلم ان الوفد الإيراني سيضم نحو 65 شخصاً بينهم مسؤولون وخبراء وكبار الموظفين لتعزيز التعاون بين البلدين. وأعلن مدير مكتب رئيس الوزراء السوري تيسير الزعبي إن هذه «اللقاءات المتحدة تشكل مناسبة مهمة لتقويم مسيرة التعاون القائمة وتعزيز العلاقات الثنائية التي ترتكز في قوتها الى قاعدة المصالح المتبادلة بين البلدين والشعبين الصديقين، إلى جانب الصلات الثقافية والروحية». واتفق الجانبان في ختام اجتماعات امس على تشكيل ثلاث لجان تتناول التجارة والاستثمار والمالية والمصارف والشؤون الاقتصادية والعلمية والخدمية ومناقشة وضع الشركات الإيرانية في سورية. وكان الرئيس الأسد استقبل ايضاً المديرة العامة ل «منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم» (يونيسكو) ايرينا بوكوفا لبحث مجالات التعاون بين الجانبين. ونقل الناطق عن الرئيس السوري قوله أن «الثقافة والتربية والتعليم هي الضمانة الأكبر لتحقيق الرخاء في المجتمع والحفاظ على الاستقرار في المنطقة». وزاد: «من الضروري العمل على إبقاء روح تراث سورية المتنوع والمنفتح حية في حياة الناس اليومية من خلال مشاريع نوعية يمكن الاستفادة من خبرة يونسكو فيها في المستقبل». كما نقل الناطق عن بوكوفا اعرابها عن «السعادة بزيارة سورية وحرصها على إقامة أفضل العلاقات معها»، مشيرة إلى وجود «أرض خصبة للتعاون بين الجانبين».