مثال للأخوة.. بل مثال الجسد بجميع تعاون أعضائه بعضها البعض في تغذية جميع أطراف الجسم الواحد.. بل مثال للشعب الواحد في تجمع مجمل الخصال بالسراء والضراء.. يعجز اللسان عن وصف ذلك اللقاء الأخوي الذي بادر به خادم الحرمين الشريفين بزيارته لأخيه الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة والتي تعتبر أنموذجاً وحدثاً دالاً على التكاتف السعودي - البحريني، إضافة لكونه دليلاً واضحاً على حرص قادتنا في الدول الخليجية على دوام التواصل البناء المؤدي إلى التلاحم والنهوض بشتى العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لخلق مجتمعات تتداخل بها أنغام التطور والتقدم والاتجاه نحو الأفضل لتحقيق الأهداف الملموسة أمام أعيننا في مسيرة التنمية الارتقائية. كم هو صادق ذلك الحب المتبادل بين القيادتين الحكيمتين برسوخ التلاحم الأخوي بينهما في منظومة الولاء ووحدة الصف، من أجل حاضر مليء بالمكاسب والإنجازات والأيادي الكريمة وغدٍ يفيض بمزيد من الازدهار والأمن والرخاء ليعم الأجيال المقبلة بكل فئاتها، مما لا يختلف عليه الناس أجمع خلال نظرهم لجميع زوايا هذه المناسبة الكريمة وما حملته من مبادرات ثنائية رائعة، وها هي بادرة الملك حمد بن عيسى آل خليفة تثري، استهلها بتقديم «الأجرب» لخادم الحرمين الشريفين، كون السيف يعد دليلاً عريقاً مشرقاً لحضارة الدولتين وما تتضمنه من روابط وأصالة المبادئ والقيم عبر الجانب التاريخي الماضي والحاضر واتخاذها مبدأ الشجاعة والفروسية العربية وصفاً لها، اذ ان لهذا السيف قصة، حكى ظهورها لأبناء جيلنا الحالي - الذين أنا منهم - سيناريوهات الحقبة الثمينة التي تقوي وتعزز من مكانتنا بين الشعوب، ف«السيف الأجرب» أسهم في تحويل مجرى الأحداث وصناعة تاريخ جديد في جزيرة العرب، وها هو يعاود تجديد ذكرى قاربت 140 سنة ماضية اتصفت بالشجاعة، حينما كان خياراً وحيداً للإمام تركي بن عبدالله آل سعود -رحمه الله- لتنفيذ قرار جريء وشجاع بتأسيس دولة سعودية ثانية امتدت جذورها، لتتوج بتشييد الدولة السعودية الثالثة باسم المملكة العربية السعودية على يد الفاتح الكبير الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حفيد الإمام تركي ونسج الملك عبدالعزيز علاقة خضراء مع جميع الجيران لا سيما في الخليج، وللبحرين خصوصية أكبر. لا يسعنا إلا أن نفتخر كسعوديين وبحرينيين بل وخليجيين بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بإنشاء مدينة طبية تابعة لجامعة الخليج العربي في مملكة البحرين بكلفة بليون ريال سعودي، باعتبارها زاوية ألقت بظلالها، واصفة امتداد جذور المحبة والأخوة لأشقائه البحرينيين وما يكمن لديه من قياس المصالح التي تخدم أجيال المستقبل من خلال تقديم رؤى إنشاء مثل هذه الصروح التعليمية التي تصل فوائدها لجميع أبناء الخليج العربي بخاصة والأمة العربية بعامة وليس بمستغرب ما يقدمه هذا الأب خادم الحرمين الشريفين من دور رائد في خدمة الأمتين العربية والإسلامية بدعمه للتنمية والعلوم للرقي بها إلى مصاف الدول المتقدمة. من يرى مبدأ المحبة بين العاهلين أثناء مراسم الاستقبال وما تتخلله من تتويج الأوسمة ونماذج «العرضة» السعودية والبحرينية يستنتج ما تحمله قلوبنا كسعودي وبحريني مواطناً واحداً في السراء والضراء. [email protected]