قطعت القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية شوطاً على طريق الإعداد لوثيقة سياسية تأخذ في الاعتبار عدم إقحام مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في الصراع اللبناني- اللبناني والنأي بها عن ارتدادات الحرب الدائرة في سورية، ووضع تصور حول علاقتها بالحكومة اللبنانية. وعلمت «الحياة» أن اجتماعاً فلسطينياً موسعاً عقد أمس في مقر سفارة فلسطين في حضور السفير أشرف دبور وممثلين عن «فتح» و «الجهاد الإسلامي، و «حماس» والجبهتين «الشعبية» و «الديموقراطية» و «عصبة الأنصار» و «الحركة الإسلامية المجاهدة» برئاسة الشيخ جمال خطاب و «أنصار الله» بزعامة جمال سليمان. وسبق الاجتماع الموسع لقاء عقد في مخيم مار الياس للاجئين الفلسطينيين بمبادرة من ممثل حركة «الجهاد الإسلامي» في لبنان أبو عماد الرفاعي ضم ممثلين عن قوى التحالف الفلسطيني التي تتشكل، إضافة الى «الجهاد الإسلامي»، من حركة «حماس»، ومنظمة «الصاعقة» و «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» و «جبهة النضال الشعبي» و «جبهة التحرير الفلسطينية». وجرى في الاجتماع الموسع استعراض العناوين الرئيسة التي ستتضمنها الوثيقة السياسية، وأبرزها التأكيد على حياد المخيمات الفلسطينية عن الصراع الداخلي في لبنان والنأي بالنفس عن الارتدادات السلبية للحرب الدائرة في سورية وضرورة العمل بالتعاون مع السلطة اللبنانية والقوى السياسية اللبنانية من أجل حمايتها وتحصينها من الداخل. وقال مصدر فلسطيني إنه انبثقت من الاجتماع الموسع لجنة أوكل إليها صوغ الوثيقة السياسية، وأكد ل «الحياة» أن اللجنة ستجتمع اليوم لإدخال بعض التعديلات عليها في ضوء الأفكار التي طرحت في هذا الاجتماع. ولفت إلى أن العلاقات اللبنانية- الفلسطينية ستحتل حيزاً رئيساً في الوثيقة، خصوصاً أن البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام أغفل أي إشارة إلى هذه العلاقات. وشدد المصدر نفسه على أن الفصائل والقوى الفلسطينية أجمعت على ضرورة التوجه بموقف إيجابي من الحكومة، وقال إن العلاقات اللبنانية- الفلسطينية، تقوم على أساس الحقوق والواجبات، وأنه من غير الجائز النظر إليها من زاوية أمنية من دون الالتفات إلى الوضعين الاقتصادي والاجتماعي للفلسطينيين في المخيمات، إضافة إلى متابعة الملفات القضائية في حق عدد من الفلسطينيين، لا سيما أن بعضها لا يزال عالقاً ولا بد من إيجاد تسوية لعدد من الحالات باستثناء تلك التي تتسم بطابع أمني وتتعلق بعدد من التفجيرات التي استهدفت مناطق لبنانية وأوقف بسببها فلسطينيون للاشتباه بعلاقتهم بها. الى ذلك، وجّهت النائب بهية الحريري «تحية كبيرة إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية لأنهم فعلا كانوا حاضنين لمدينة صيدا»، لافتة إلى أنه «منذ أحداث عبرا حتى اليوم مررنا بظروف صعبة وقاسية، وألبسونا أثواباً ليست لنا علاقة بها، لكن في النهاية أثبتت صيدا أنها مدينة جامعة». وقالت خلال لقاء في مجدليون كرمت فيه الهيئات التي شاركت في فعاليات احتفالية عيد الأم في صيدا: «نطلب من الدولة أن تكون صيدا تحت غطائها، وأنتم جميعاً تقدمون هذا النموذج، وفي الوقت نفسه ليس لدينا مشكلة بالاختلاف في الآراء لأن هذه طبيعة نظامنا السياسي لكن السلاح للدولة فقط لا غير وهذا يترجم تباعاً».