تستعد دبي للإعلان عن أحد أكبر الإنجازات الحديثة في المنطقة، عبر مبادرة لشركة «تدوير» الإماراتية المتخصصة في معالجة النفايات، لإعادة تدوير النفايات الصلبة والقضاء على أخطار التلوث وخفض نسبة انبعاث الكربون والسعي إلى إنتاج الوقود البديل والطاقة الكهربائية ومواد البناء المختلفة، واستصلاح أراضٍ شاسعة من التربة المحسّنة بيئياً، وعمليات أخرى تساهم في تحقيق وفورات مالية ببلايين الدراهم الإماراتية لبلدية دبي. وستستثمر الشركة، التي يقع مصنعها في منطقة ورسان في دبي، نحو 200 مليون درهم إماراتي (54 مليون دولار)، في إطلاق مبادرة علمية بيئية صخمة بالتعاون مع جامعة عالمية رائدة، تشمل تأسيس أول معهد علمي متخصص في قضايا البيئة وحمايتها، يدرب الطلبة على أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال الحيوي، انطلاقاً من الإمارات. وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة «تدوير» رئيس مجلس إدارة شركة «دايموند» للتطوير العقاري فارس سعيد ان «تدوير» وقعت اتفاق شراكة استراتيجي مع بلدية دبي في إطار أكبر العقود من نوع «الإنشاء والتملك والتشغيل والتحويل» في المنطقة لتدوير النفايات. ولفت إلى أن «تدوير» تعمل على فرز النفايات إلى 20 فئة، في إطار معالجة أربعة الآف طن يومياً، من ضمنها 3300 طن نفايات منزلية و700 طن نفايات مخلفات زراعية بحجم إجمالي يصل إلى 1.46 مليون طن سنوياً، مع وجود فرص لاستقبال ومعالجة ثلاثة الآف طن يومياً أخرى، أي ما يصل إلى 2.55 مليون طن سنوياً. وتعالج «تدوير» 70 في المئة من النفايات المستقبلة، وترسل 21 في المئة منها إلى المكبات حيث يمكن معالجتها ايضاً، وصولاً إلى معالجة 10 الآف طن يومياً أي كمية النفايات اليومية المنتجة في دبي. وفي مجال محسنات التربة، باتت «تدوير» قادرة على إنتاج 365 ألف طن سنوياً من محسّنات التربة (كومبوست) ذات الجودة العالية، حيث تنتج يومياً ألف طن، اي ما يكفي لتحسين تربة مساحتها 55 مليون قدم مربعة (بسماكة 15 سنتيمتراً)، ما يحقق وفوراً مالية ضخمة لبلدية دبي التي تستورد محسّنات التربة من الخارج. وفي وسع الشركة إنتاج ألف كيلووات في الساعة من الطاقة كهربائية، عبر عمليات التخمير اللاهوائي في مصنعها عبر مولدات تعمل بواسطة غاز الميثان الناتج عن عمليات التخمير المذكورة. ويتمثل الإنجاز الثالث ل «تدوير» في قدرتها على إنتاج الوقود البديل الصديق للبيئة من معالجة النفايات الصلبة وتدويرها، حيث يمكن استخدام هذا النوع من الوقود في أفران إنتاج الأسمنت، كبديل للوقود التقليدي أو للفحم، استناداً الى الدراسات التي تؤكد أن استبدال الوقود بوقود آخر عضوي مستخرج من النفايات المعالجة، قد يخفض الانبعاثات الحرارية عالمياً بنحو 80 في المئة. وقد يؤمّن الجيل الثاني من الوقود العضوي، كالإيثانول السيلولوزي المستخرج من النفايات، حلولاً ناجعة في خفض غازات الدفيئة من دون أي تأثير في البيئة. واتفقت «تدوير» مع موردين من خارج الإمارات لبناء خطوط إنتاج قادرة على الاستفادة من بعض النواتج البلاستيكية، لإنتاج مواد تُستخدم في عمليات البناء وإدامة الحدائق ومستلزماتها على نحو واسع، وأبرزها خطوط لصنع حبيبات البلاستيك الصالحة لإنتاج الأنابيب والإمدادات البلاستيكية في شبكات المياه والصرف الصحّي، فضلاً عن إنتاج سقوف المنازل كالقرميد، إضافة الى أرضيات المنازل والمكاتب التجارية وتجهيزات الحدائق والمظلات الشمسية الواقية والطاولات ونحوها من المستلزمات المنتجة من اعادة تدوير النفايات.