تبقى تربية الكلاب موضة «غريبة» على بعض الشباب والمراهقين. إلا أن هذه الموضة واجهت رفضاً قوياً من قبل المجتمع، ومع ذلك بدأت تشهد رواجاً لإصرار البعض على تربيتها في البيوت، وفي أماكن مُخصصة لها. وتقول منيرة السليمان: «إن تربيتي للكلب «يويو» الذي جلبته من فرنسا، كان لها أثراً كبيراً في حياتي، فلا اشعر بالارتياح إلا برؤيته، والاطمئنان عليه، والاهتمام فيه». ولا تعتبر ذلك «أمراً غريباً، لأن الحيوانات الأليفة تترك أثراً في الإنسان، وتجعله يشعر بمن حوله، وبنعم الخالق». لكن لانا التي وقعت في شباك «الغيرة» بين زوجها وقطها «باتي»، تقول: «انقلبت حكاية الحب، إلى منافسة دائمة، وتلاسن مستمر داخل منزلنا، إذ أصبح القط منافساً لزوجي، الذي بدأ ينظر إلى القط على أنه تربع على قلبي، إذ استيقظ وأنام وهو بجانبي». ولا تنسى لانا أن تسخر اهتمامها فيه «من جميع النواحي، إذ أجلب له افخر أنواع اللحوم، والمأكولات الخاصة في القطط». وتشير الاختصاصية النفسية هدى فهاد، إلى علاقة «سيكولوجية تربط بين الإنسان والحيوان». وتقول: «هي بطبيعتها علاقة عادية، خصوصاً أنها حيوانات أليفة، فيشعر الإنسان بالمتعة حين الاقتراب منها، والتعلق فيها، وهي تبادله الإحساس ذاته»، مستدركة أن «المخاوف تبرز في حال تجاوز العلاقة عن حدها الطبي، وقد تصبح غير منطقية». وأشارت إلى عدد من الأطفال «يتعلقون فيها إلى درجة أنهم لا يخلدون إلى النوم إلا برفقة القطة، أو الكلب على سبيل المثال». وتذكر فهاد، ان أنواع الحيوانات الأخرى، مثل الطيور، والسلاحف، والسناجب، «كلها تتربى في البيوت، وتبقى علاقاتها مع الإنسان حميمة. بيد أن البعض يجهل أسس التعامل معها، ولا يدرك الأسلوب الأمثل للتعامل معها. لأن الوعي البيطري في المملكة لا زال دون المستوى المأمول، على رغم أن نسبة مربي الحيوانات ترتفع باضطراد، خصوصاً بين النساء، وتحديداً الفتيات»، مستدركة ان «السعوديات لهن اهتمام غير عادي في تربية الحيوانات، ويعشقنها إلى درجة الشغف. إلا أن المسألة غير ظاهرة في شكل علني، ليست لأنها ممنوعة، بل بالعكس، لأنهن يشعرن أن هذا عيب اجتماعي، ربما يواجهن بسببه نظرة سلبية، على النقيض من المجتمعات الأخرى».