جاء عبدالقادر من الجزائر إلى باريس في مطلع 2009، تلبية لطلب نجم الفكاهة المغربي المقيم في العاصمة الفرنسية جمال دبوز، بعدما شاهد الأخير أسطوانة فيديو DVD تضم مجموعة من الوصلات الفكاهية التي اعتاد عبدالقادر تقديمها في الأعراس في مدن جزائرية مختلفة. وكانت الأسطوانة الأخيرة وقعت بين أيدي دبوز يوم كان يتناول الغداء مع أحد أصدقائه. وما ان شاهدها حتى انقلب ضاحكاً وراح يسأل عن رقم هاتف عبدالقادر، فاتصل به ودعاه إلى باريس مقدماً له الضمانات التي سمحت له بالحصول على تصريح دخول الأراضي الفرنسية، دافعاً له قيمة تذكرة السفر. ولم يصدق عبدالقادر الأمر، ظاناً أنه «مطبّ» دبره له صديق أو شلة من الأصدقاء الهزليين. ولكن الموضوع كان في قمة الجدية، وسرعان ما حضر نجم الأعراس الجزائري إلى عاصمة النور والتقى دبوز الذي طلب منه في بادئ الأمر الخضوع لنوع من الاختبار أمامه. ولما اكتشف أن نوعية أعمال عبدالقادر فوق المسرح توازي ما شاهده في الأسطوانة... عيّنه لتقديم وصلات على خشبة مسرحه الباريسي «كوميدي كلوب». وبدأ عبدالقادر يقدم استعراضه الفردي في أيار (مايو) 2009، وكان ذلك في سهرة واحدة أسبوعياً. وبعدما لاحظ دبوز الرواج الجماهيري لعبدالقادر، جعلها سهرتين أسبوعياً، وها هو اليوم بعد مرور سنة تقريباً على الحدث يقف على مسرح «كوميدي كلوب» ثلاث مرات أسبوعياً من دون أن يتضاءل طابور الانتظار أمام القاعة عما كان عليه في البداية. ويعترف دبوز أن نجاحاً فورياً وطويل الأجل كهذا أمر نادر جداً، لذا يجب عدم المساس به أو تعديل أي شيء في العرض، لأنه من صنع القدر، مع العلم أن عروض عبدالقادر ناطقة بالعربية، ولا يمس بالتالي سوى الجمهور العربي المقيم في باريس أو الذي يزور العاصمة، كما أن اللهجة المستخدمة هي الجزائرية، ولكن عبدالقادر يُدخل إليها كلمات بالعربية الفصحى، وأخرى بالفرنسية. والمهم بالنسبة إلى دبوز ان الحضور يضحك ويصفق طوال العرض، ولا يترك عبدالقادر موقفاً يعيشه العربي المغترب في باريس وضواحيها إلا ويتعرض له، راوياً صباه وسنوات مراهقته في الجزائر، وسارداً مكالمته الهاتفية الخيالية مع دبوز، ومتذكراً صديق الطفولة الذي قدم طلب تصريح دخول إلى فرنسا 43 مرة وفشل 43 مرة... إلى درجة أن ساعي البريد الذي كان يأتي إلى داره ليحضر له رسالة الجهة الرسمية في كل مرة، وقع في غرام أخته وتزوجها. وتخصص دبوز نوعاً ما، إضافة إلى عروضه المسرحية وأفلامه، في حكاية اكتشاف المواهب العربية الشابة ومنحها فرصة الانطلاق. ولكنه عادة ما يفعل ذلك مع فنانين مقيمين أصلاً في فرنسا، وهذه هي المرة الأولى التي يحضر فيها دبوز فناناً عربياً من بلده ليطلقه في باريس وفي هذا الشكل الفعال. وتلقى عبدالقادر عروضاً لتقديم برنامجه في أميركا وأوروبا، وتونس والمغرب، لكنه سيلعب إلى جانب دبوز دوراً سينمائياً صغيراً في فيلم روائي طويل أخرجه الجزائري المقيم في فرنسا رشيد بوشارب وعنوانه «خارج عن القانون».