تحولت «الراحة» التي كان يحلم بها سكان عدد من أحياء مدينة سيهات (محافظة القطيف) خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، إلى «كابوس» متواصل في معظم ساعات اليوم، بسبب مجموعة شبابية تمارس «التفحيط»، مُتنقلة من حي إلى آخر، وسط ما وصفه الأهالي ب «ضعف الرقابة الأمنية»، مطالبين بضرورة «وضع حلول جذرية وحازمة للقضاء على مظاهر التفحيط، التي باتت مصدر قلق وخوف للسكان». ويعيش سكان حي السلام وأحياء أخرى في المدينة، نوعاً من الخوف والهلع الشديدين، خصوصاً في المساء، بسبب مظاهر «التفحيط» والتجمعات الشبابية الكثيفة، التي تحدث في أحد الشوارع الكبيرة في كل ليلة، منذ نحو 10 أيام، متواصلة. وتستمر في بعض الليالي إلى ثلاث ساعات، وسط حذر شديد من جانب الأهالي، الذين يخشون الخروج من منازلهم، لمخاطبة المفحطين ونصحهم بالتوقف عن ممارسة هذه الهواية «المؤذية والمزعجة»، خصوصاً بعد حادثة أم الحمام، التي ذهب ضحيتها الشاب شكري الرضوان، الذي قام بدور الناصح لأحد المفحطين بالقرب من منزله. فما كان من الأخير إلا تسديد طعنات نافذة أدت إلى مقتل الرضوان، على الفور. وعجز أهالي حي السلام عن إيجاد حلول لإيقاف هذه الظاهرة السلبية، وبحسب ساكني الحي، فان «الإجراءات المتخذة كافة، بما فيها الاتصالات المستمرة إلى المرور والأمن، لم تسهم في ردع المفحطين، إذ يتنقل المفحطون تباعاً من حي إلى آخر، فبعد أن كانوا يمارسون هوايتهم في شارع المزارع، الذي نصبت فيه حواجز أسمنتية ومطبات اصطناعية، انتقلوا إلى حي النمر، بالقرب من مسجد حمزة بن عبد المطلب». ما دعا الأهالي إلى تشكيل «لجنة أهلية للنصح والإرشاد»، التي قامت بدورها في حل المشكلة، لينتقل المفحطون إلى حي السلام منذ أكثر من خمسة أشهر، في ظل غياب الجهات الأمنية عنهم. وقال منير منصور: «أكثر من 10 سيارات، ومثلها من الدراجات النارية، تتجمع في كل ليلة، بالقرب من منزلي للتفحيط. وتزداد التجمعات في الإجازة الأسبوعية، موضحاً بأن محاولاته للتصدي لهؤلاء الشبان «باءت بالفشل»، مضيفاً «نعيش مرارة الألم وحرقة الصبر، من جراء هذه الأعمال الصبيانية، التي أتمنى أن تجد لها شرطة المنطقة الشرقية حلاً، إذ لا يمكن تخيل الإزعاج الذي نعانيه في شكل مستمر، من جراء هذه الأعمال». ويضيف منير «بخلاف التفحيط؛ نجد عدداً آخر من المتهورين ممن أدخلوا تعديلات على سيارتهم، بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من التشجيع، فقاعدتهم هي «بقدر ما تسبب من إزعاج؛ فأنت صاحب الصدارة، والأكثر شهرة». ولذلك نرى من يقوم بكسر «عادم» السيارة، حتى تخرج أصوات الإزعاج. واستغرب كيف يتحمل قائد السيارة هذه الأصوات المزعجة». وقال جاره جاسم عباس: «قبل أيام، وقعت ضحية من جراء هذا التهور، بعد أن أخرج أحد الشباب جسمه من نافذة إحدى السيارات التي يمارس قائدها التفحيط في أحد الأعراس، ليقع على رأسه. وهو يرقد حالياً، في العناية المركزة»، مضيفاً "توقعنا أن يصيب الخوف بقية هؤلاء المتهورين، إلا أن الحال لم يتغير، ففي كل ليلة يزداد الوضع سوءاً، ولا حلول لدينا. فمعظمنا يخشى من التصدي لهم، حتى لا يكون مصيره كمصير الضحية الذي فارق الحياة قبل شهرين في بلدة أم الحمام». وطالب عباس، المسؤولين ب «إيجاد مخرج لنا من هذا المأزق، فأنا وعائلتي لا نغادر البيت أثناء تواجد سيارات المفحطين، خوفاً منهم. كما أنني أبعد سيارتي بعيداً عن منزلي، أثناء حفلات التفحيط، خوفاً عليها من حادثة ارتطام قد تقع نتيجة فقدان مُفحط السيطرة على سيارته. وأعلم أن حدوث أي مكروه لي أو لسيارتي سأكون فيه الملام لدى الجميع. وهذا الأمر لا يقتصر علي، فمعظم جيراني يتخذون إجراءات مماثلة».