انحسرت جزئياً موجات الغيوم البركانية عن اوروبا، والتي قوضت الثقة بالطيران. وبدأت الاسواق تقوم حجم الخسائر المباشرة وغير المباشرة للقطاع الجوي ولاقتصادات اوروبا والعالم، جراء عرقلة حركة الطيران في القارة الاوروبية. وقدر جاك كاييو وسيلفيو بيروزو من «رويال بنك اوف اسكتلند» الخسائر الاوروبية، خلال 6 ايام، بنحو 0.1 من اجمالي ناتجها المحلي البالغ 19.2 تريليون دولار، واعتبرا ان هذه الخسائر لن تعوض الا على المدى البعيد. لكن مصرفيين آخرين قالوا ان الكلفة الاجمالية للأزمة ستراوح بين 17 و20 بليون دولار. وقدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي «اياتا» خسائر شركات الطيران في العالم على مدى 6 ايام، منذ تعطل حركة السفر العالمي بعد ثورة «بركان ايسلندا» ، باكثر من 1.7 بليون دولار اميركي في حين تُقدر سوق لندن الخسائر التي تحملتها اسهم شركات الطيران الاوروبية والاميركية والآسيوية، المدرجة في اسواق الاسهم، بنحو 2.5 بليون دولار يمكن ان تستعيد بعضها على المدى الطويل اذا انتفت المخاوف من تكرار الازمة. واعرب اندريو سميث، مسؤول تقويم مخاطر الاستثمار في قطاع النقل الجوي في بنك الاستثمار الاميركي «غولدمان ساكس»، عن اعتقاده بان ما جرى «يحتم على شركات الطيران اتخاذ اجراءات غير عادية في مواجهة ازمة غير عادية». وقال ان من بينها الطلب من الشركات المصنعة للمحركات ايجاد طرازات جديدة لا تتأثر بالغبار البركاني وادخال تعديلات على المستخدمة حالياً، في المدى القصير، ما سيحمل شركات الطيران اعباء جديدة قد تتجاوز البليون دولار والشركات المصنعة مبلغاً مماثلاًً. ولاحظ ان استمرار قلق المسافرين قد يدفع الركاب الى وسائل بديلة. ولم يقدم سميث نصائح بشراء اسهم الطيران او بيعها. وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» ان الاقتصاد البريطاني كان الاكثر تأثراً بالازمة. ونقلت تقديرات بان الكلفة الاجمالية البعيدة المدى قد تكون ثلاثة بلايين استرليني (4.5 بليون دولار) وقد تؤدي الى حركة تسريحات في قطاع الخدمات السياحية. واشارت دورية «سي بي ان» الاميركية ان اقتصاد الولاياتالمتحدة تحمل 650 مليون دولار خلال الازمة قد ترتفع الى البليون دولار بسبب القلق من السفر البعيد المدى. ويتوقع ان تدعو الرئاسة الاوروبية الى مؤتمر وشيك للبحث في مستقبل حركة الطيران وامكانات بناء «شبكات آمان» للنقل في حال الازمات، من بينها تحديث شبكات القطارات عبر القارة والمساهمة في تمويل شبكات من الطرق السريعة والانفاق البحرية بين الدول الاعضاء. كما تمكن اعادة احياء مشروع النفق عبر مضيق جبل طارق لربط افريقيا واوروبا براً والاستعداد لتمويله للاستفادة منه لنقل المسافرين «في حالات طارئة ازداد عددها وحجمها». وسيحمل الامر اقتصاد منطقة اليورو ما يزيد على 50 بليون دولار على مدى عقد. ومن الاجراءات السريعة الواجب تنفيذها على مدى الشهور المقبلة، شراء طائرات ردارية واعادة بناء «شبكة رادارات» خاصة برقابة تغيرات الطقس والنشاطات البركانية وحركات الغيوم والسحب بعدما اظهرت الازمة تقصيراًً في هذا المجال. ويخشى خبراء البراكين ان تؤدي ثورة جديدة للبركان الايسلندي الام «كاتلا» القريب من بركان الكارثة الى مصيبة كبرى جداً، والى اتلاف مساحات واسعة من الاراضي الزراعية في اوروبا ومن ثم الى عرقلة حركة الملاحة الجوية في المتوسط واميركا الشمالية. ويأتي القطاع السياحي من بين اكثر المتضررين جراء الازمة، وقد تزيد اضراره على البليون دولار. في حين بدت خسائر المطارات الاوروبية والاميركية والآسيوية جسيمة قد تصل الى 300 مليون دولار. وفي القطاع البشري اشارت تقديرات «فايننشال تايمز» الى ان حوالى 7 ملايين شخص في العالم تأثروا بثورة البركان، من بينهم حوالى مليوني شخص (واحد في المئة من قوة العمل الاوروبية) عُرقلت عودتهم الى العمل او بلدانهم. وكان مصدرو الاغذية البحرية من بين الخاسرين في منطقة الشرق الاوسط والخليج الذين يؤمنون القريدس والسمك الطازج الى اسواق اوروبا، لكن حجم خسائرهم تبدو متواضعة نسبياً.