أفيد بمقتل 23 شخصاً في مدينة مضايا قرب الزبداني في شمال غربي دمشق، نتيجة 174 يوماً من الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري و «حزب الله» على المنطقة للضغط على المعارضة في ريف إدلب، شمال غربي البلاد. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس: «لا يزال ساكنو مدينة مضايا من أهاليها والنازحين إليها، يموتون نتيجة الحصار المشدّد، لليوم ال174 المفروض على المدينة المحاذية لمدينة الزبداني بريف دمشق، من جانب حزب الله اللبناني وقوات النظام». ويعيش في مضايا 40 ألفاً، بينهم حوالى 20 ألفاً نزحوا إليها قادمين من مدينة الزبداني، التي شهدت معارك ضارية وقصفاً مكثفاً بآلاف القذائف والصواريخ و «البراميل المتفجرة» من قوات النظام وطائراتها، ومن مناطق أخرى محاذية لمضايا والزبداني. وقال «المرصد» أمس، أنه «وثّق زراعة عناصر حزب الله اللبناني وقوات النظام مئات الألغام في محيط المدينة، إضافة الى فصلها عن المناطق القريبة منها بالأسلاك الشائكة والشباك المرتفعة، لمنع أي عملية تسلّل من وإلى المدينة، التي يوجد بها نحو 1200 حالة مرضية مزمنة، إضافة الى وجود أكثر من 300 طفل يعانون من سوء تغذية وأمراض مختلفة، وسط نقص حاد في المواد الغذائية والمعيشية والطبية». ونتيجة الحصار على المنطقة ونقص المواد الغذائية، وصل سعر كيلو الأرز أو السكر إلى ما يقارب 36 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل نحو 90 دولاراً، إضافة الى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. ولفت «المرصد» الى أنه وثّق مقتل «23 شخصاً، بينهم أطفال ومواطنات في المدينة، نتيجة الحصار المطبق المفروض عليها، قضوا بسبب الجوع وانفجار ألغام أو إصابتهم برصاص قناصة أثناء محاولات بعضهم تأمين الغذاء أو جمع حشائش عند أطراف المدينة». وأشار في التقرير، الى أن «قوات النظام وحزب الله شدّدا حصارهما على مضايا، في محاولة لاستخدامها كورقة ضغط من أجل فك الحصار عن كفريا والفوعة، اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية موالون للنظام، وفيهما حوالى 5 آلاف مسلّح موالٍ للنظام من اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني، ومدربون وقادة مجموعات من حزب الله اللبناني، وذلك بعد فشل قوات النظام في تحويل الزبداني التي بقي فيها نحو 500 شخص، إلى بديل عن هاتين البلدتين، حيث رفض حزب الله والنظام جميع الوساطات من أجل خروج 120 مقاتلاً من أبناء مدينة مضايا والذين يوجدون داخلها، مقابل فك الحصار عن المدينة».