اعتبره البعض خبراً سعيداً جداً ينهي معاناة 6 من مثيرات الشغب ..واعتبرته خبراً محيّراً استلزم مني ومن غيري الوقوف قليلاً أمامه.. لا أنكر جهود هيئة إصلاح ذات البين التي حاولت لم القضية وستر البنات والعمل على تزويجهن، ربما عمدت اللجنة إلى ذلك خوفاً عليهن من أولياء أمورهن.. وربما لفتح صفحة جديدة لهن بعيداً عن الدار التي شهدت أحداثاً عاصفة فتحت العديد من الملفات الشائكة التي ما زالت عالقة ولم تغلق بعد، على رغم أننا جميعاً بانتظار ما تسفر عنه نتائج التحقيقات التي تسلمتها أخيراً لجنة حيادية كما كنا نطلب بل نأمل وأحياناً... نحلم. ما لفت نظري السرعة في التزويج وسؤال يطرق بشدة على رأسي هل مدة الشهرين كافية بنظر اللجنة للموافقة والسؤال عن العرسان الستة وإثبات حسن السلوك وعقد القران والمحاولة في إقناع الأهل وغيرها من الأمور والتي من أهمها في نظري تأهيل الفتيات نفسياً للزواج وفتح صفحة جديدة في حياتهن. وهل استطاعت الفتيات مشاهدة العرسان والتعرف بهم في إطار اللجنة أو الشؤون الاجتماعية لتُقوّم اللجنة مدى توافق الفتيات معهن نفسياً واجتماعياً وأسرياً؟ وكيف تم ذلك كله في غضون 60 يوماً فقط؟ والسؤال الأهم ما هو الداعي في التسرّع؟ هل للأحداث الأخيرة للدور يد في ذلك؟ أم أن العرسان تقدموا بصفه تلقائية وعادية جداً لخطبة الفتيات وحصل النصيب وتم التزويج؟ وهل يعرف العرسان أن بعض الفتيات كانت تهمتهن التغيّب عن المنزل؟ وهل عرفت اللجنة وتأكدت أن العرسان تفهموا الموقف وعندهم القدرة على فتح صفحة جديدة والأهم لن تترك هذه التهمة أثراً ووصمة عار على جبين المتهمات، وبالتالي سيُساء التعامل معهن ويمكثن في الدوامة نفسها التي خرجن وعانين منها طويلاً وكثيراً ولكن بصفة أخرى وهي صفة الزوجة؟ سؤالي الأهم والذي استوقفني إذا كنا نحارب تزويج القاصرات فكيف تم تزويج أصغرهن سناً كما ذكر الخبر التي ذكر أن سنها 15 سنة؟ ولمن؟ وكم يبلغ عمر زوجها؟ لماذا؟ اترك الإجابة للجنة الموقّرة هل فتاة في هذا العمر الصغير عانت الأمرّين من التفكك الأسري والاجتماعي قادرة على تحمل مسؤولية منزل وزوج وهل هي مؤهلة لذلك؟ وكيف تم تأهيلها في شهرين؟ هل أثّر الشغب الذي حدث عليهن فأصبحن في نفسيات أفضل ومستعدات نفسياً للدخول في معترك الحياة الزوجية؟ أخيراً..لا أقصد أبداً التقليل من دور اللجنة ولا الاعتراض على مبدأ التزويج، سؤالي ينحصر في التوقيت هل هو مناسب أم لا؟ وهل الفتيات سعيدات به أم لا؟ ولماذا تم الاستعجال في زواج الصغيرة؟ ففي خضم ارتفاع معدلات الطلاق في الحالات العادية والزواجات المرتاحة ينتهي الزواج غالباً في السنة الأولى نتيجة عدم التقارب وعدم الفهم وقلة الوعي وتدخلات الأهل وعدم نضج الزوجين وعدم استعدادهما النفسي للزواج، وأخشى أن يزيد العدد ب6 فتيات لم يكن هناك أي حل لهن سوى تزويجهن بهذه السرعة. [email protected]