باريس، واشنطن، كابول - أ ف ب، رويترز - دافع قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال عن انسحاب قواته من وادي كورنيغال، المعروف ب «وادي الموت» الواقع على الحدود مع باكستان، على رغم اعتبار حركة «طالبان» انه يمثل انتصاراً لها. وقال خلال زيارته باريس إن «الجنود الأميركيين واجهوا عداءً شرساً من قبل قبائل مستقلة في الوادي اعتبروهم كياناً غريباً وأرادوا أن نتركهم بسلام»، مؤكداً أن وجودهم في مكان آخر «سيكون أكثر نفعاً، باعتبارهم سيتولون حماية المدنيين في المناطق أكثر اكتظاظاً بالسكان». ويقلق القرار الأفغان المتحالفين مع الولاياتالمتحدة، والذين يتخوفون من أن يحول عناصر «طالبان» الوادي الى قاعدة خلفية، علماً أن الجنود الأميركيين خاضوا معارك في «وادي الموت» على مدى خمس سنوات، وخسروا فيه 40 جندياً. لكن ماكريستال أكد أن القبائل في الوادي غير متحالفة مع المتمردين، وأن لها نمطاً خاصاً في الحياة، إذ يتكلم سكانها اللغة الكورنغالية الخاصة، وهم منعزلون جداً». على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن موظفين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو اس آيد) انضما الى لائحة الجرحى الذين سقطوا في الهجوم الانتحاري الذي نفذ باستخدام سيارة مفخخة في قندهار (جنوب) الخميس الماضي، وأسفر عن مقتل مدني وحارسي أمن أفغانيين. وفي آذار (مارس) الماضي، أسفرت سلسلة انفجارات منسقة في قندهار التي تعد معقل حركة «طالبان» عن مقتل 35 شخصاً وجرح 60 آخرين. الى ذلك، أعلن مسؤولون في الأممالمتحدة إن ضابط أمن أميركي يعمل لحسابها يدعى لويس ماكسويل كان قتل في 28 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في هجوم شنه مقاتلو «طالبان» على دار للضيافة تابعة للمنظمة الدولية حيث أعد مع موظفين آخرين لجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية الأفغانية قبل إلغائها، ربما يكون سقط عمداً على أيدي رجال الشرطة الأفغانية، وليس برصاص أحد المتشددين كما اعتقد سابقاً. وإذا اتهمت الشرطة الأفغانية بتعمد قتل مسؤول في الأممالمتحدة، فقد يلحق ذلك مزيداً من الضرر بالعلاقات المتوترة أصلاً بين الرئيس الأفغاني حميد كارزاي وبين القوى الغربية التي تحارب قواتها مقاتلي «طالبان» منذ أكثر من ثماني سنوات. ويشير النص الرسمي لملابسات مقتل ماكسويل الى انه قتل مع أربعة من موظفي الأممالمتحدة على أيدي متمردي «طالبان»، في أعقاب مهاجمتهم دار الضيافة لمنع إجراء جولة الإعادة الانتخابية. وأن ماكسويل استخدم سلاحاً لصد المعتدين قبل أن يصاب بقذيفة أو شظية أودت بحياته. لكن ديبلوماسيين ومسؤولين في المنظمة الدولية على دراية بتحقيقات المنظمة الدولية قالوا شرط عدم كشف أسمائهم إن «لقطات بالفيديو التقطها أحد الهواة وحصلت عليها الأممالمتحدة ثم بثت جزئياً على الموقع الإلكتروني لصحيفة «شتيرن» الألمانية، تشير الى أن هذا النص الرسمي يبتعد عن الحقيقة. وأوردت الصحيفة أن «لقطات الفيديو أظهرت ماكسويل جريحاً وسط مجموعة من رجال الشرطة الأفغانية، بعدما أصيب بطلقة صرخ بعدها وسقط على الأرض، فيما لم يبدر أي رد فعل من رجال الشرطة حوله. وأطلقت ثلاث رصاصات أخرى بعد ذلك ثم التقط شرطي سلاح ماكسويل من جوار جثته وانصرف». وفي برلين، شكك الجنرال الالماني ايغون رامس، قائد عمليات قوات الحلف الاطلسي (ناتو) في افغانستان في الجدول الزمني الذي ينص على نقل مسؤولية الامن في البلاد الى السلطات الافغانية كي يبدأ انسحاب القوات الدولية. وقال لمجلة «فوكس»: «سيكون من الصعب احترام الجدول الزمني في افغانستان الذي ينص على تحمل القوات الحكومية مسؤولية الامن على اراضيها اعتباراً من 2015، بسبب المشاكل في تدريب قوات الامن الافغانية وتجنيدها». وأوضح الجنرال ان «الجيش الافغاني يستطيع تحرير أراضٍ يسيطر عليها متمردون، لكنه غير قادر على الاحتفاظ بها، علماً ان الشرطيين مدربان خصوصاً على البقاء على قيد الحياة والقتال اكثر من انجاز مهمات». وأشار الى ان «اعلان نقل المسؤولية رسمياً الى الافغان غير كافٍ، ويجب ايضاً ان يبقى الجنود الاجانب». وأعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما نهاية العام الماضي بدء سحب القوات الاميركية بدءاً من صيف 2011، فيما ترغب برلين بدء سحب قواتها من افغانستان في العام ذاته، لكنها ترفض تحديد موعد انسحاب قواتها بالكامل.