اعربت قيادات سابقة في تنظيم «القاعدة» في ديالى انقلبت على التنظيم عن ندمها لتبنيها فكراً متطرفاً اودى بها الى تكفير آخرين وقتل ابرياء. ويحاول عبدالصمد المجمعي، الذي تحول منزله في حي السلام (صدام سابقاً) الى ملتقى لوجهاء وشباب ناحية بهرز في كل مساء، التصدي لأفكار هذا التنظيم الذي انتمى اليه العام 2006. ويختصر المجمعي بزيه العربي ومسبحته المتدلية من معصمه، حديثه امام الضيوف بالقول ان «عناصر القاعدة بلا قلوب او رحمة. انهم مجرد مدمنون على القتل». ويتابع: «كنت اعتبر كل من لا يؤمن بفكرنا مرتداً، لكنني اكتشفت اننا عصابة تدعي الجهاد في سبيل الاسلام». والمجمعي (45 عاماً) انجب عشرة أبناء من ثلاث زوجات، وتمكن من الهرب من قبضة «القاعدة» بالاتفاق مع ابن عمه عبدالواحد بعدما قررت «الهيئة الشرعية» للتنظيم قتله سراً بدعوى قيادته جناحاً انقلابياً إثر مطالبته بإصلاحات في طريقة تعامل عناصر التنظيم الذين اتخذ بعضهم القتل وسيلة عيش. وأوضح المجمعي ل «الحياة» أن «القاعدة فقدت شرعيتها وأصبح وجودها مقروناً بالقتل والدمار والجهل، لكن بعض العناصر مضطر للبقاء في هذا التنظيم هرباً من الجرائم التي اقترفها سابقاً وتجنباً لانتقام القاعدة منهم». وكانت ناحية بهرز، جنوب مدينة بعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى، شهدت نشاطاً ملحوظاً في تجنيد عناصر تنظيم «القاعدة» منذ 2006 وحتى 2008 حيث انتمى المجمعي الى «القاعدة» و اضطر بعد ذلك الى التنقل في عموم المدينة بأسماء وهويات مستعارة، بسبب الحملات الامنية التي كانت تشنها القوات الحكومية ضد معاقل التنظيم الذي تدرج فيه المجمعي وأصبح يلقب اخيراً ب «أبي حذيفة». ويعتبر المجمعي، الذي لعب دوراً كبيراً في مساعدة الاجهزة الامنية معلوماتياً، ابرز المطلوبين للتنظيم اليوم، لكنه «لا يخشى مواجهته اذا اجبر على ذلك» كما يقول. ويضيف «على رغم انني قررت عدم حمل السلاح مجدداً لكنني احتفظ بسلاحي الشخصي الذي لا يفارقني منذ ان قررت القاعدة قتلي». ويبدي المجمعي خشيته من ان يفضي تهميش بعض ارباب الاسر لأبنائهم الى نجاح «القاعدة» في تجنيد عدد من المراهقين والصبية وتحويلهم من ثم الى مشاريع انتحارية، مؤكداً ان «التنظيم جاد في ما يتعلق بتغيير استراتيجية الهجمات الانتحارية التي ينفذها عبر استغلال صبية او مراهقين في هذا الخصوص بعدما نفذت حريم القاعدة طوال شهور تلك الهجمات».