أثينا، برلين، مدريد - أ ف ب، رويترز - بدأت اليونان «الخطوات التمهيدية» لتحريك المساعدة المالية التي رصدها لها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، كما أعلن رئيس وزرائها جورج باباندريو أمس أثناء مناقشة في البرلمان حول الاقتصاد. وقال باباندريو رداً على سؤال حول دور صندوق النقد الدولي في آلية المساعدة الأوروبية: «إن تحريك مساعدة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، أو عدم تحريكها يتوقف على مصلحة البلاد (...) إننا نقوم بالخطوات التمهيدية كلها». وأعلنت وزارة المال اليونانية الخميس الماضي أن الحكومة تأمل في توضيح هذه الآلية والبدء بمحادثات مع المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي حول «برنامج سياسات اقتصادية»، موضحة مع ذلك أن الأمر ليس بمثابة «طلب مساعدة». وأشار رئيس الوزراء اليوناني إلى «أن صندوق النقد الدولي موجود هنا (أثينا) وهو في صدد مراقبة ماليتنا»، وتحدّث عن الوصاية الثلاثية الطرف التي تتشكل من المفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولي والمركزي الأوروبي، والتي أقرّها الاتحاد الأوروبي لمواجهة انحراف الموازنة اليونانية. وجدد القول إن قرار منطقة اليورو في 25 آذار (مارس) المتعلق بوضع خطة إنقاذ مع «مشاركة بنسبة قليلة» من صندوق النقد الدولي، سمح بتفادي لجوء اليونان إلى الصندوق وحده. وأقر وزراء منطقة اليورو برنامجاً لمساعدة اليونان على مدى ثلاث سنوات بتسليفات تصل إلى ثلاثين بليون يورو وبفائدة 5 في المئة في السنة الأولى. وتقترن المساعدة لاحقاً بدعم من صندوق النقد الدولي بما بين 10 و 15 بليون يورو. وأعلن صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية وصول ممثلين عن كل منهما إلى أثنيا الاثنين المقبل لدرس الشروط التي تسمح باحتمال تقديم قرض إلى اليونان التي تجتاز أزمة مالية خطيرة. وفي معرض إشارته إلى «ردود فعله الاشتراكية»، أكد باباندريو قدرة الاتحاد الأوروبي على أن يجد حلولاً أخرى لتقديم دعم إلى الدول الأعضاء عند الحاجة. وفي معرض التذكير بأن المجموعة الاشتراكية الأوروبية دعت إلى اعتماد «ضمانات» قروض أو «سندات باليورو»، لم يستبعد باباندريو أن يملك الاتحاد الأوروبي على المدى الطويل مثل هذه الصيغ الإنقاذية. ودرس وزراء المال في الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في مدريد مشكلات ديون اليونان أمس لكنهم قالوا إن أثينا تسعى إلى إزالة أية عقبات أمام تقديم مساعدات طارئة إذا دعت الحاجة بدلاً من طلبها في شكل رسمي. وقال مفوض الشؤون النقدية في الاتحاد الأوروبي أولي رين: «إنها مسألة إعداد برنامج مشترك من شروط الاقتراض والتمويل من صندوق النقد إذا دعت الحاجة وطلبت (اليونان)». وكان رين يحضر اجتماعات مع وزراء المال ومسؤولي البنوك المركزية الأوروبيين في مدريد حيث تقرر أن تستعرض اليونان أحدث التطورات مع نظرائها الأوروبيين. وذكر رئيس وزراء لوكسمبورغ ورئيس أول اجتماع يعقد في مدريد جان كلود يونكر أن «ليست مؤشرات على أن اليونان ستطلب المساعدة». ويضم الاجتماع وزراء من دول منطقة اليورو ال16 ورئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه. وفي برلين، قال وزير المال الألماني فولفغانغ شيوبله في مقابلة إذاعية أمس، إن اليونان المثقلة بالديون تسلك المسار الصحيح لمعالجة مشكلاتها المالية، ولا يرجح أن تحتاج إلى تفعيل آلية لمساعدة طارئة. ووفقاً للمقابلة مع إذاعة «سودفستروندفونك» الألمانية، قال الوزير: «لا نزال نعتقد أن اليونانيين يسيرون في الاتجاه الصحيح وانهم في النهاية لن يحتاجوا ربما، إلى طلب المساعدة على الإطلاق». وأفادت مصادر في بروكسيل بأن الحكومة اليونانية التي تواجه متاعب في إدارة ديونها العامة، تتوجه إلى مطالبة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي بتوضيحات حول تفاصيل آلية الدعم الذي قرر الطرفان تقديمه لها.