طلبة منطقة "تعليم الرياض" يعودون غداً لمدارسهم لاستكمال الفصل الدراسي الثاني    بندر بن سعود ل"الرياض": الفائزون بجائزة الملك فيصل سفراء المملكة عالميًا    أكثر من 300 جلسة رئيسية في النسخة الثالثة من قمة المليار متابع    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    استمرار هطول الأمطار على بعض مناطق المملكة    «طائرة كوريا».. «الأسودان» توقفا قبل 4 دقائق من التحطم !    «الضباب» يحوّل رحلة ليفربول إلى كابوس    خالد عبدالرحمن ل«عكاظ»: جمعنا أكثر من 10 قصائد وننوي طرح ألبومين سامريات    البرلمان الألماني يبحث الأربعاء تفشي الحمى القلاعية في البلاد    القائد الذي ألهمنا وأعاد لنا الثقة بأنفسنا    الإعاقة.. في عيون الوطن    أمريكا وبريطانيا توسعان عقوبات كاسحة على صناعة النفط الروسية    البيت الأبيض: بايدن سيوجّه خطابا وداعيا إلى الأمة الأربعاء    "النقد الدولي" يتوقع استقرار النمو العالمي في 2025    ابعد عن الشر وغني له    فريق جامعة الملك عبدالعزيز يتوّج بلقب بطولة كرة السلة للجامعات    أمين الطائف هدفنا بالأمانة الانتقال بالمشاركة المجتمعية للاحترافية    رئيس مصر: بلادنا تعاني من حالة فقر مائي    "لوريل ريفر"، "سييرا ليون"، و"رومانتيك واريور" مرشحون لشرف الفوز بلقب السباق الأغلى في العالم    العروبة يتعاقد مع العراقي عدنان حمد لقيادة الفريق فنيّاً    هاو لم يفقد الأمل في بقاء دوبرافكا مع نيوكاسل    مهاجم الأهلي: قدمنا مباراة كبيرة واستحقينا الفوز على الشباب    ما بين الجمال والأذية.. العدار تزهر بألوانها الوردية    ضبط يمني في مكة لترويجه (11,968) قرصًا خاضعًا لتنظيم التداول الطبي    «الغذاء والدواء» تحذّر من منتج لحم بقري لتلوثه ببكتيريا اللستيريا    بالشرقية .. جمعية الذوق العام تنظم مسيرة "اسلم وسلّم"    ملتقى الشعر السادس بجازان يختتم فعالياته ب 3 أمسيات شعرية    «حرس الحدود» بعسير ينقذ طفلاً من الغرق أثناء ممارسة السباحة    الشيخ طلال خواجي يحتفل بزواج ابن أخيه النقيب عز    عبرت عن صدمتها.. حرائق كاليفورنيا تحطم قلب باريس هيلتون    أنشيلوتي يبدي إعجابه بالجماهير.. ومدرب مايوركا يعترف: واجهنا فريقًا كبيرًا    مزايا جديدة للمستوردين والمصدرين في "المشغل الاقتصادي السعودي المعتمد"    جوزيف عون يرسم خارطة سياسية جديدة للبنان    خطيب المسجد النبوي: تجنبوا الأحاديث الموضوعة والبدع المتعلقة بشهر رجب    إحباط محاولتي تهريب 6 كلجم «شبو» مخبأة في بطاريات وصناديق    فن الكسل محاربة التقاليع وتذوق سائر الفنون    «عباقرة التوحد»..    محافظ الطائف يستأنف جولاته ل«السيل والعطيف» ويطّلع على «التنموي والميقات»    الصداع مؤشر لحالات مرضية متعددة    5 طرق سهلة لحرق دهون البطن في الشتاء    الحمار في السياسة والرياضة؟!    وزارة الثقافة تُطلق مسابقة «عدسة وحرفة»    سوريا بعد الحرب: سبع خطوات نحو السلام والاستقرار    ماذا بعد دورة الخليج؟    أسرار الجهاز الهضمي    الرياض تستضيف الاجتماع الوزاري الدولي الرابع للوزراء المعنيين بشؤون التعدين    المقدس البشري    جانب مظلم للعمل الرقمي يربط الموظف بعمله باستمرار    أفضل الوجبات الصحية في 2025    مركز إكثار وصون النمر العربي في العُلا يحصل على اعتماد دولي    مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية ال8 لمساعدة الشعب السوري    إطلاق كائنات مهددة بالانقراض في محمية الإمام تركي بن عبدالله    نائب أمير تبوك يطلع على مؤشرات أداء الخدمات الصحية    أمير القصيم يتسلم التقرير الختامي لفعالية "أطايب الرس"    ولي العهد عنوان المجد    أمير المدينة يرعى المسابقة القرآنية    عناية الدولة السعودية واهتمامها بالكِتاب والسُّنَّة    مجموعة (لمسة وفاء) تزور بدر العباسي للإطمئنان عليه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهاشمي: خادم الحرمين حريص على التعامل مع المسألة العراقية بحكمة ويتكلم وكأنه عراقي
نشر في الحياة يوم 16 - 04 - 2010

أكد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي أن محادثاته مع خادم الحرمين الشريفين كانت بناءّة، مشيراً إلى أنه استمع إلى نصائح عدة، وخرج بحصيلة غنية من هذا اللقاء.
وأوضح أن خادم الحرمين كان حريصاً للغاية على أن نتعامل مع المسألة العراقية بحكمة وبصبر وبتأنٍّ، وأكد في أكثر من مناسبة خلال هذا اللقاء أن العراق للعراقيين بغض النظر عن انتماءاهم الطائفية والدينية والعرقية وكان يتكلم وكأنه عراقي يعي أهمية الشخصية والهوية العراقية، وأكد أن هذه الهوية ينبغي أن ترتقي فوق أي انتماء آخر، هذا هو الخلاص وهذه وجهة نظرنا في حل المشكلة العراقية بأن ينتقل البلد من دولة مكونات إلى بلد مواطنة. وأشار الهاشمي إلى أن بلاده بحاجة إلى اتفاق قضائي وأمني مع السعودية لترتيب أوضاع المسجونين في كلا الطرفين، إضافة إلى تنشيط العلاقات بين الرياض وبغداد.
وأبدى نائب الرئيس العراقي عدم رضاه عن العلاقات العربية - العراقية، لافتاً إلى أنه بإمكان الدول العربية والعراق أن يعيدوا ترتيب أوراق العلاقات الثنائية بعد 2003، بطريقة أفضل مما أدير به هذا الملف حتى هذه اللحظة، فالدول العربية تتحمل جزءاً من هذا القصور والعراق كذلك، مؤكداً اهتمام العراق بعودته إلى الحضن العربي. وحول ظاهرة تدخل دول الجوار في العراق وخصوصاً إيران قال: «إيران تتكلم بمنتهى الصراحة وتتدخل في الشأن العراقي تحت الشمس، من قبل كانت تتكتم على هذه المسألة، لكن اليوم تتحرك بمنتهى الحرية في هذه المسألة وتقول من ينبغي ان يكون الرئيس، وكيف تشكل الحكومة ويعود البعث او لا يعود، وكأنها إملاءات تصدر من خارج الحدود على الشعب العراقي.
وتطرق نائب الرئيس العراقي إلى الانتخابات وإلى عراق ما بعد الانتخابات ومواضيع عدة خلال الحوار الآتي:
التقيتم خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز... ما أبرز المواضيع التي تناولها هذا اللقاء؟
- هذه الزيارة تعد الأولى التي التقي فيها خادم الحرمين، وتناولت المحادثات على محاور عدة، الأول تناولنا فيه العلاقات الثنائية بين المملكة والعراق، والثاني إطلاع خادم الحرمين على الأوضاع السياسية في العراق، خصوصاً بعد الانتخابات والثالث ملف المساجين في العراق من السعوديين وكذلك العراقيين المسجونين في المملكة.
وكانت المحادثات بناءة واستمعت إلى نصائح وكثير من الملاحظات النافعة من الملك عبدالله في ما يتعلق بالشأن العراقي والعلاقات الثنائية وخرجت بحصيلة غنية من هذا اللقاء، وبالتأكيد ستعينني على لم الشمل العراقي ومحاولة معالجة المشكلات العالقة بين العراقيين من اجل تشكيل الحكومة على عجل وإخراج العراق والشعب من المحنة التي يمر بها، وخادم الحرمين كان حريصاً للغاية على أن نتعامل مع المسألة العراقية بحكمة وبصبر وبتأنٍّ وأكد في أكثر من مناسبة خلال هذا اللقاء أن العراق للعراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والدينية والعرقية وكان يتكلم وكأنه عراقي يعي أهمية الشخصية والهوية العراقية، وأكد أن هذه الهوية ينبغي أن ترتقي فوق أي انتماء آخر، هذا هو الخلاص وهذه وجهة نظرنا في حل المشكلة العراقية بأن ينتقل البلد من دولة مكونات إلى بلد مواطنة.
في المملكة في ما يخص ملف المساجين؟ وهل حصلتم على وعود بإطلاق سراحهم؟
- الخطوة الأولى في هذه المسألة بأن يكون هناك فهم مشترك لكيفية معالجة هذا الملف، وهناك رغبة مشتركة، ونأمل بأن يوقع العراق اتفاقاً قضائياً وأمنياً مع المملكة على عجل، للبحث في تفاصيل المسجونين لدى المملكة والعراق، بالتأكيد تحدثت حول هذا مع الملك عبدالله، ووعد بالنظر إلى ملف المسجونين العراقيين، والعراق كما هو معروف منفتح حول هذه المسألة، لكن لا بد من تنظيميها ونحن نعي الإجراءات القانونية والأمنية والقضائية المنظورة في هذا الجانب.
وماذا بخصوص المسجونين السعوديين هناك ؟
- قبل لقائي بخادم الحرمين، التقيت ببعض المسؤولين من الأمراء الذين أثاروا هذه المسألة، وقد وعدتهم بأن هذه المسألة تحظى باهتمام الجانب العراقي، وعندما تحدثت مع خادم الحرمين حول مسألة المساجين من البلدين، قال إنه سيطلب تفاصيل هذا الملف لكي ينظر فيه من الجوانب الشرعية والقانونية وسأتابع هذا الملف مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل.
ظهرت الكثير من التحليلات حول الزيارات المتتالية للمسؤولين العراقيين للمملكة... هل كانت هذه الزيارات بدعوة سعودية أم مبادرة ورغبة عراقية؟
- هذه ليست الزيارة الأولى لي للمملكة، والذي سمعته أن المملكة قد وجهت دعوات للقادة العراقيين.
ما الاستراتيجية السياسية للأطياف العراقية في ما يخص علاقة العراق بجواره العربي، ولا سيما أن العراق كان قد انكفأ على نفسه في الفترات السابقة؟
- بدءاً أنا غير راضٍ عن العلاقات العربية - العراقية ، فقد كان بإمكان الدول العربية والعراق أن يعيدوا ترتيب أوراق العلاقات الثنائية بعد 2003، بطريقة أفضل مما أدير به هذا الملف حتى هذه اللحظة، فالدول العربية تتحمل جزءاً من هذا القصور والعراق كذلك، اليوم كل الأنظار تتجه للحكومة المقبلة، وعندما تقرأ البرامج السياسية للقوائم الانتخابية تجد أن موضوع العلاقات الثنائية بين العراق والدول العربية أخذت جزءاً من هذه البرامج، وعلى هذا الأساس أياً كانت الحكومة المقبلة، سيجد العراق والدول العربية انفراجاً حقيقياً للعلاقات الثنائية بينهما وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمها المملكة، أما إذا تحدثنا عن القائمة العراقية المرشحة لتشكيل حكومة، فلدينا حقيقة اهتمام خاص لعودة العراق للحضن العربي والخليجي، وعلى هذا الأساس أعتقد بأن المستقبل واعد، لكن مسألة العلاقات هي طريق ذو ممرين لا يكفي أن يتحرك العراق فقط لا بد من تحرك خليجي وعربي تجاهه حتى تكتمل الصورة وتلتقي الأطراف المعنية ويعيدوا ترتيب أوراق العلاقات وتعود إلى ما كانت عليه في السابق.
ترددت أنباء عن التدخلات الإيرانية خلال مرحلة الانتخابات... هل ما زال التدخل موجوداً؟
- ظاهرة تدخل دول الجوار في العراق خصوصاً إيران هي مسألة لا حاجة للتعليق عليها، وأصبحت واقع حال، والذي حصل في احتفالات «النيروز» كان واضحاً بدعوة إيران لبعض القوائم الفائزة لتشجيعها على التوحد والتكتل في وجه القائمة العراقية، كان هذا المسعى واضحاً، إيران تتكلم بمنتهى الصراحة وتتدخل في الشأن العراقي تحت الشمس، من قبل كانت تتكتم على هذه المسألة، لكن اليوم تتحرك بمنتهى الحرية في هذه المسألة وتقول من ينبغي أن يكون الرئيس، وكيف تشكل الحكومة ويعود البعث أو لا يعود، وكأنها إملاءات تصدر من خارج الحدود على الشعب العراقي، وطبعاً هذه الظاهرة مؤسفة ونحاول أن نحد منها ونوصل رسائل إلى الجانب الإيراني بإيقاف هذا التدخل وانه غير مقبول لكن هذا الموضوع أصبح ظاهرة حقيقية في الشأن العراقي نأمل بأن يكون تشكيل حكومة قادمة نهاية لهذه المسألة، أنا ليس لدي اليوم تقارير دقيقة عن مدى التدخل في قضية الانتخابات، ولكن يقال ان هناك مبالغ قد أنفقت في الحملات الانتخابية وان التدخل قد حصل لكن أنا لا استطيع أن احدد ما اثر هذا التدخل في نتائج الانتخابات، لكن التدخل كما ذكرت اليوم ظاهر للعيان.
ما تفسيركم لتوجه معظم الزعماء العراقيين إلى طهران بعد الانتخابات؟
- الغياب العربي عن العراق مع رغبة الجانب الإيراني وحرصه على مد الجسور لكل أطياف الشعب وكل مؤسساته والحكومة وتعميق الصلة بين إيران والعراق بعد سقوط النظام 2003، وإيران تعاملت مع الملف العراقي بحماسة وجرأة وبقوة، وعلى هذا الأساس استطاعت اليوم أن تكسب الكثير من ولاءات الشعب العراقي وقدمت قروضاً وبعض المساعدات وعرضت نفسها على أنها راعية للسلام والمصالحة وهذا الكلام الذي يقال في الإعلام.
إلى جانب ذلك كان هناك عزوف من الدول العربية لأسباب ما زالت بالنسبة لي مجهولة بالتأكيد عندما تترك الساحة للآخرين فهم سيدخلونها بقوة ويملأون الفراغ بهذه الطريقة لذلك الدعوة التي حصلت لم تكن مفاجأة، فالزيارات والعلاقات متكررة والروابط كذلك، فإيران دخلت في كل المجالات.
اليوم إيران لها حضور كبير في المشهد العراقي وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها، وعندما تقول إيران ان الجيش الأميركي هم مجرد رهائن بيدها متى ما تعرضت إلى ضربة فسيتعرض إلى ضرر وسنستهدفه، فهذا الكلام يوحي بحقيقة التدخل في العراق.
ما السيناريوهات المقبلة لشكل الحكومة العراقية؟
- هذا الأمر يتوقف على مدى احترام القوائم الفائزة الأخرى للدستور والالتزام بقواعد اللعبة الديموقراطية، قدر تعلق الأمر بالقائمة العراقية الفائزة، فنحن وفق الدستور ينبغي من نكلف بتشكيل الحكومة وأن يكون رئيس الوزراء القادم من الكتلة العراقية. وبعض الكتل - مع الأسف الشديد - تحاول أن تحرف مسار الديموقراطية، وتحاول أن تفسر بعض بنود الدستور بالطريقة التي تخدم أغراضها من أجل إجهاض هذا الحق الشرعي والدستوري للكتلة العراقية، لا زال هذا الجدل قائماً ولكن على قدر تعلق الأمر بالعراقية فنحن لن نتنازل عن هذا الحق الدستوري الذي بموجبه وافقنا وقبلنا أن تكون قائمة الائتلاف العراقي الموحد في العام 2006، هي القائمة الفائزة ولم نعترض على ذلك، وشكلت الحكومة وسمت رئيس الوزراء. فلدينا اليوم سابقة تاريخية، فإذا كان هناك خلاف اليوم حول الدستور، فلا خلاف على السابقة التاريخية التي بنيت عليها العملية السياسية منذ أربع سنوات من الحكم 2006. وبعض الكتل تريد - مع الأسف الشديد - أن تفسر الدستور بالطريقة التي تخدمها، وتريد أن تغض الطرف عن هذه السابقة التاريخية، ولكن بالتأكيد نحن لن نوافق على ذلك.
كم من الوقت تحتاجون لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة؟
- الأسبقية أن تصادق المحكمة الاتحادية على النتائج النهائية للانتخابات، وبعد ذلك ستنطلق المفاوضات على عجل.
إياد علاوي لديه توجه فكري حول نبذ المحاصصة الطائفية في المسألة السياسية، هل من الممكن أن نقول بأن إحدى سمات الحكومة المقبلة أنها غير طائفية؟
- نحن لم نكتف في حقيقة الأمر بالتنظير من خلال البرنامج الانتخابي، وإنما الكتلة العراقية اليوم تطرحها نفسها حقيقة أنها عبرت التخندق الطائفي، فعندما يأتي قادة من العرب السنة، ويرشحون شيعياً ليبرالياً لقيادة هذه الكتلة، أنا أعتقد اليوم ضربنا المثل في هذه المسألة، هذا لا يحتاج إلى تنظير ولا كثير من العناء، فهذا اليوم واقع حال. وأعتقد أن الحكومة المقبلة، على الأقل، ستكون أفضل بكثير من الحكومة التي انتهت ولايتها، ولا أستطيع أن اضمن أن أقول أن الحكومة 100 في المئة خارج إطار الخندق الطائفي أو المحاصصة الطائفية، لكن أستطيع أن أقول أننا سنعمل جهدنا لنخرج من هذا النموذج السيئ في بناء الدولة، إلى نموذج يبنى على اختيار الشخصية المناسبة المبنية على الحرفية العالية والسياسة الناضجة لأي منصب وزاري في الحكومة المقبلة، ولكن علينا ضغوطاً، لأن هذه الثقافة تكرست خلال السنوات السبع الماضية، وبالتالي نحتاج إلى زمن لتغيير هذه الثقافة. وأستطيع القول ان الحكومة القادمة إذا وفقت العراقية في تشكيلها ستجد تغييراً كبيراً حول طريقة اختيار الشخصيات للمناصب الوزارية.
هل أنتم قادرون على الوصول للنموذج الذي رسمه طارق الهاشمي لدولة العراق الحديثة خصوصاً أنه قبل يومين شهد العراق محاولة غير مسبوقة لتنفيذ عملية إرهابية بواسطة طائرة؟
- العراق يواجه تحديات حقيقية في مسعاه لإعادة بناء الدولة، فمؤسسات الدولة فككت 2003، اليوم نحن نمضي في اتجاهين، الأول نعمل فيه على مدار الساعة، لإعادة بناء الدولة العراقية الحديثة، ومن جانب آخر نتصدى لظاهرة العنف والإرهاب وهي ظاهرة حديثة على الشعب العراقي نحن لم نألف هذه الظاهرة قبل 2003، تحدي العنف هو الذي يعوق بناء الدولة والانتقال إلى مرحلة بناء العراق، وحلم الشعار الذي اخترناه لقائمة التجديد ليس بعيد المنال، فالعراق كان في مقدم الدول في الشرق الأوسط في الأربعينات والخمسينات والستينات، ولكن الانقلابات العسكرية والاقتتال الداخلي ونمط الحكم الذي كان سائداً في السابق عوقت الكثير من بناء الدولة العراقية الحديثة، ولكن العراق يتميز عن بقية دول العالم بأن لديه مستلزمات حقيقية للنجاح والنمو والارتقاء، فلديه شعب متعلم وموارد هائلة وإرث حضاري مميز، وشعب صبور جاد، كل الذي نحتاجه هو الاستقرار والأمن، وسينقلب هذا البلد إلى ورشة كبيرة للعمل.
هل عراق صدام حسين، كان أفضل حالاً من عراق بعد 2003؟
- الإشكالية في الظلم، بأن تختزل الدولة بشخص واحد، وقع ظلم على كل العراقيين، مغامرات دفع العراق ثمناً باهظاً لم يكن هناك داعٍ لها، أخطاء استراتيجية دمرت العراق وأوصلته إلى ما نحن فيه، واختزال الدولة وقدرها في شخصية معينة، هذا هو ما واجهناه في الماضي، ولكن بالتأكيد اليوم أحوال العراق بصرف النظر عن هذه المسائل من ناحية الخدمات والتقدم والتنمية هو أسوأ بكثير مما كان في السابق.
كيف تقوّمون أداء حكومة المالكي خلال تسلمها الحكم، وما الملفات التي نجحت فيها، وأين أخفقت؟
- لو رجعت للحملة الانتخابية، فستجد أننا ركزنا على 3 ملفات أساسية، اعتبرناها قصوراً كبيراً في إدارة الدولة العراقية، هي: غياب العدل، موقع العراق في ملف حقوق الإنسان، المسألة الثانية انتشار ظاهرة الفساد المالي والإداري، والمسألة الثالثة، تتعلق بسوء إدارة الكثير من الملفات التي تُعنى بإعادة الأعمار والتنمية، هذا هو الخطاب الذي كان سائداً خلال الحملة الانتخابية، بالتأكيد أنني لا يمكن أن أنحي باللائمة وأحمل جهة معينة أو شخصاً معيناً القصور الذي حصل في وضع العراق، نعم هناك قصور شخصي وهناك قصور في الرؤية، وليست هناك استراتيجيات، ولكن في الوقت نفسه التحديات الأمنية التي يواجهها العراق والتدخل الخارجي في الشأن الداخلي عوّقا الكثير من الخطط الرامية إلى إعادة إعمار العراق وتنميته، فالعراق واجه تحديين كبيرين، تحدي بناء الدولة، وتحدي العنف والإرهاب.
هل تعني أنكم ركزتم في حملتكم الانتخابية على الملفات التي فشلت فيها حكومة نوري المالكي؟
- بالتأكيد يعني لو تقرأ اليوم تقارير الأمم المتحدة حول موقع العراق في ملف حقوق الإنسان وضع في موضع الاتهام في ما يتعلق بمدى توفير العدالة للمواطن العراقي في السجون والمعتقلات، الجانب الثاني الفساد المالي والإداري في موضوع الشفافية، فتقارير الأمم المتحدة مؤسفة في ما يتعلق بتوصيف حالة العراق، هذه أيضاً طبعت المشهد العراقي على مدى السنوات ال 4 الماضية، ولكن هذا لا يعني أنه لم تتحقق هناك إنجازات، لأنه كما ذكرت أن التحدي الذي يواجه العراق ولا يزال حتى هذه اللحظة هو تحدٍّ كبير في ما يتعلق بالعنف والإرهاب.
ما تفسيركم لإعلان قائد شرطة كركوك عن مقتل إرهابيين سعوديين في اللحظة التي وصل فيها الرئيس العراقي إلى الرياض؟
- لا أعلم إذا كان هذا الأمر مقصوداً أو لا، لكن لا ينبغي أن ننكر وجود سعوديين على الأراضي العراقية يتبنون العنف والإرهاب، فهذه ظاهرة موجودة - مع الأسف الشديد - ونحن نحاول من خلال الاتفاقات مع السعودية أن نضع حداً ونهاية لهذه المسألة، اليوم نحن أيضاً لا نقبل بوجود قوات أجنبية على الأرض العراقية، لكن اخترنا الخيار السلمي، لأن الشعب العراقي تعب من حالة العنف، وتعب من الحالة الاستثنائية التي يمر بها، وعلى هذا الأساس وقّعنا الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة الأميركية على أمل أن تخرج كامل القوات العام 2011، ليستعيد البلد عافيته ويستعيد سيادته، فنحن لسنا بحاجة اليوم إلى العنف والاقتتال بقدر حاجتنا إلى إعادة الإعمار وتحسين ظروف حياة المواطن العادي، لأن الخدمات مدمرة الأوضاع صعبة، والشعب فقير، الناس بدأت تفكر في ملاذات آمنة خارج الحدود، العراق في كارثة، وبالتالي لا بد أن تتعاون جميع الدول العربية المجاورة للعراق لتحقيق مصالحة حقيقية داخل العراق ومنع تسلل العناصر التي تحاول أن تزعزع الأمن والاستقرار إلى داخل العراق، اليوم: السلام أولاً، إعادة الإعمار ثانياً، تحسين ظروف حياة المواطن العراقي، حتى يستقيم أمر هذا البلد.
إلى أي مدى أعطيتم أولوية للاتفاق الأمني بينكم وبين السعودية، خصوصاً أن هناك وفوداً عراقية سبق وأن زارت الرياض وأعطت الأولوية لهذا الاتفاق، إلا أنها لا تزال في مجلس الوزراء ولم تقر حتى الآن؟
- نعم هذا صحيح، لذلك أنا ذكرت أننا بحاجة إلى اتفاق قضائي وأمني لترتيب أوضاع المسجونين في كلا الطرفين، نحن بحاجة أيضاً إلى تنشيط العلاقات بين الرياض وبغداد، لدينا رؤية في هذه المسألة إذا وفقنا الله سبحانه في تشكيل الحكومة فستجدون العلاقات الثنائية تأخذ مساراً جديداً يخدم المصالح المشتركة بين الشعبين والدولتين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.