لاحت بوادر تطور خطر في قرغيزستان امس، بعدما فرقت أجهزة الأمن تجمعاً لأنصار الرئيس المخلوع كرمان بيك باكاييف الذي تعرض لرشق حجارة من معارضيه في مدينة اوش جنوب البلاد ما حدا بمرافقيه الى اطلاق عيارات نارية في الهواء لتأمين انسحابه من المكان. واتهمت الحكومة الموقتة باكاييف بالسعي الى إشعال حرب أهلية وكررت رفضها شروطه للتنازل عن السلطة. وجرت المواجهات بين أنصار باكاييف والمعارضة في اوش المدينة الثانية في البلاد، في تطور هو الأول من نوعه منذ أطاحت التظاهرات الشعبية الرئيس في السابع من الشهر الجاري. وتدخل متظاهرون معارضون لباكييف لتعطيل تجمع لأنصاره كان يفترض أن يلقي خطاباً خلاله. وقام أنصار المعارضة بإبعاد مئات من انصار الرئيس القرغيزي من ساحة رئيسة وسط المدنية، وحاصروهم في أحد أطرافها وفور وصول باكاييف إلى الساحة، سمعت أصوات إطلاق أعيرة نارية من مرافقيه رداً على تعرض موكبه للرشق بالحجارة. وكانت مخاوف سادت خلال الأيام الأخيرة من وقوع اشتباكات حذر سياسيون من احتمال تحولها إلى حرب أهلية، خصوصاً أن منطقة أوش إضافة إلى أقليمين آخرين في جنوب البلاد تؤوي قطاعات مؤيدة لباكاييف الذي لوح باحتمال وقوع تصعيد خطر عندما أشار إلى أن «الدماء سوف تسيل إذا حاولت الحكومة اعتقاله». وعلى رغم ذلك، فشل باكاييف في إلقاء كلمة أمام أنصاره واضطر لمغادرة المكان، بعد تحركات المعارضين. وأعلن تيمير سارييف نائب رئيسة الحكومة الانتقالية أن الحكومة «لن تسمح بإراقة الدماء» وأكد أنه «لن تحدث حرب أهلية في قرغيزستان». وأشار إلى نقل المزيد من قوات الأمن إلى مقاطعة اوش، وإنها «تسيطر على الوضع هناك». وأوضح أن السكان والسلطات المحلية في القسم الجنوبي الذي يتكون من ثلاث مقاطعات، هي اوش وباتكين وجلال آباد «اعترفوا بالحكومة الجديدة ومستعدون للتعاون». ورأى أن معظم سكان الجنوب لا يؤيدون الرئيس المخلوع. في غضون ذلك، قالت رئيسة الحكومة الانتقالية روزا اوتونبايفا ان الحكومة لن تقبل إي شروط يقدمها باكاييف، باستثناء ضمان سلامته شخصياً. وأكدت أن السلطات « لا تجري مفاوضات مباشرة مع باكاييف، ولكن المنظمات الدولية التي تعمل في قرغيزستان، تدعوه إلى التخلي عن العناد والعودة إلى رشده». وسبق أن أعلن باكاييف استعداده للاستقالة، إذا ضمنت سلامته وأقرباءه. بوتين واللافت أن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أجرى أمس، مكالمة هاتفية مع باكاييف بعد محادثات أجراها مع نائب رئيسة وزراء الحكومة الانتقالية الماز بك اتامبايف الذي زار موسكو أمس. وقالت مصادر الحكومة الروسية إن المكالمة أجريت في وقت متأخر من مساء الأربعاء بمبادرة من باكاييف. وبحسب مصادر روسية فإن موسكو حضت باكاييف على الاستقالة من منصبه وعدم تصعيد الموقف في البلاد في مقابل ضمانات أمنية له شخصياً. وكان باكاييف أعلن أنه لن يغادر بلاده و«لا نية لديه لطلب لجوء سياسي في أي بلد». في غضون ذلك أكد الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي نيكولاي بورديوجا أنه لا يمكن أن يدور الحديث عن أي تدخل في شؤون قرغيزستان إلى جانب أي من الطرفين. وزاد: « ننطلق من أن الوضع الراهن قضية قرغيزية داخلية». وأشار الى أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي «تتابع منذ فترة طويلة الوضع في قرغيزستان، وتوقعت توتره». على صعيد آخر أعلن الناطق باسم الخارجية الروسية أندريه نيستيرينكو أمس، أن الفترة الأخيرة شهدت وقوع أحداث اعتداء وهجمات على منازل وممتلكات مواطنين روس في قرغيزستان. وأعرب عن قلق موسكو بسبب تنامي هذه المظاهر.