كثيرةٌ، كثيرة كأنّما لا سواك مكتظّة بالينابيع، بالأنهار ملأى عنباً تمنحين المياه قوّة التدفق والسحاب غزارة الهطول. كأنما لا سواك من ضحكتك تتدلى عناقيد من صحوك ينسق ضوء النهار. مالحة كالبحر، كالدموع العتيقة حلوة مثل نهار مشمس مشعة مثل كروم الذهب في عزّ الظهيرة. ماذا أفعل بكفيّ إن لم امسح عن ظهرك أثقال أسلافي ماذا أفعل بصوتي إن لم يصر صوتك على جلدك تواريخ قهر وبطلان وفي يدي مكنسة الخطايا على خصرك هبوب الريح وفي صدرك برق الحرية / نشيد الاحرار يمحونك وأكتبك أحفرك وشماً في لغتي. صانعة الندى مرورك يجدّد الهواء نظراتك تغسل المدى يا لهذا الصحو، يا لهذا المطر يا لهذا العطر الذي لا تحيط به قامةٌ أو قارورة يا لهذا النهد المتقدم في الشهد. كثيرةٌ، كثيرة لا تحتاجين برهاناً ولا أعجوبة ولا يكفيني عمرٌ مفرد لأشمك كلما تنفستك اتسع قلبي صار موجي أعلى وغلالي وفيرة كلّما تباطأت كواكب ليلي أضاء وجهك ليلي في الشوق أرتدي غيابك في الحرب أحتمي بسماء يديك في الحب لا أعود أعرفني منك لا أعود أعرفك مني كأنني أنت، كأنك أني والذي إستلّك مني يوماً لم يعطني سوى حياة واحدة لأستردك وأنت كثيرة النساء والانهار فكيف أعوّض نقصاني منك محبرة الروح شحيحة والريح عاتية كلما تحسست ضلعي المفقود وقعت في هاوية الحنين كلما مددت يداً نحوك أخرجت الأرض أثقالها خفيفة كوني خفيفة طيري لا جناح لي سوى شوقي اليك لا مقدرة على الطيران إلا في سماء يديك لكنك منذورة للريح، للأعالي لمنطق الطير وزرقة اللاوصول..... زاهي وهبي * مقتطف من نص طويل يصدر قريباً في كتاب يضمه ونصوصاً أخرى.