نيويورك - أ ف ب - هل تجميل الأنف او ترميم الجمجمة عمل فني؟ نقاش محتدم مع معرض في نيويورك يعرض منظموه صور اشخاص قبل جراحات التجميل وأثناءها وبعدها. مبتكر فكرة المعرض انطوني برلت وهو جراح تجميل ومهندس ورسام ايضاً يقول: «يمكنني ان أعلمكم تقنية شد الوجه، أين تقصون الجلد وأين تخيطونه، لكن اجراء جراحة تجميلية للأنف تتطلب موهبة فنية اذ يجب فهم مقاييس الوجه، والشريط المصور المعروض يسلط الضوء على عملية الابتكار». ويعتبر التقييم الفني شعوراً ذاتياً، وينبغي ان يكون الشخص غير سريع الاشمئزاز ان اراد زيارة معرض «أنا فن» الذي يستمر حتى التاسع من الشهر الجاري في صالة «ابكسارت» جنوب منهاتن. ومشاهدة الشريط الذي تحدث عنه برلت مهمة شاقة وتكاد دقائق الشريط الست تمتد الى الأبد. يمكنك أن ترى خلالها أنفاً مقلوباً كلياً ليظهر باطنه فيما تقوم يدا الجراح المقفزتين بقص الغضروف ونحته وتعديل شكله ليغطى من جديد بالجلد ويأخذ مكانه الطبيعي، وتأتي النتيجة ممتازة مع زوال الانتفاخ والأورام الدموية بعد بضعة اسابيع. وتقول الزائرة ماريلو: « لن اخضع ابداً الى مثل هذه الجراحة اولاً لأن انفي آسيوي ولا اريد محو هذه الميزة وثانياً لأنني اكره العمليات الجراحية». ويتمحور المعرض في شكل رئيس على تطور حالة مرضى خضعوا الى عمليات زرع او شفط دهون او شد، وتعرض صور ايضاً لأشخاص اعطتهم الجراحة التجميلية وجهاً بشرياً من جديد اعادهم الى الحياة ومنها صورة لامرأة اقتلع داخل أنفها ليعاد ترميمه بأنسجة من جبينها وصور لأطفال بعد العلاج من مشكلة الشفة الأرنبية او من تشوهات خلقية في الجمجمة. وهناك أيضاً صور لشابة جميلة أصيبت بأضرار بالغة في وجهها حين كانت في الثالثة اثر حادث سير وأعيد نحت نصفه تقريباً على مر السنوات. ويعلق الأختصاصي في طب العيون مارك ميلامد: «هناك نوع من التلصص في هذه الصور، لا ادري ان كان بالإمكان تصنيفها في خانة الفن، انها مذهلة من وجهة نظر علمية وتقنية الا انها صور شخصية لا اظن انها مناسبة للعرض». أما الزوار فردود فعلهم متباينة. بعضهم لا يكاد يدخل ليخرج مسرعاً مقشعر البدن والبعض الآخر يمعن النظر بكل واحدة من الصور. بيد أن المعرض لم يثر انطباعات سلبية كما يظهر في سجل الزوار حيث دونت الملاحظات التالية: «شكراً لقد نورتم بصيرتي» او «لا ينتهي العالم حين نعاني من تشوه» و«هذا المعرض غني ومثير للاهتمام». ويقول سير هارلد جيليز، رائد الجراحة التجميلية التي مارسها في لندن بين الحربين العالميتين ليصحح «الوجوه التي هشمتها الحرب»، أن «الجراحة التجميلية معركة متواصلة بين الجمال ووصل الأوعية الدموية».