حذرت استشارية طب الأسرة ومنسق برنامج الرضاعة الطبيعية في الشؤون الصحية الدكتورة منال خورشيد من انسياق الأمهات للحليب الاصطناعي، مشيرة إلى أنه يحتوي على نسبة سكريات عالية، ولا يزود الطفل بالمناعة، «بل أثبتت الدراسات أن 30 في المئة من الحليب المجفف يحتوي على بكتيريا ويسبب مشكلات صحية في الأمعاء». وقالت خورشيد ل«الحياة»: «تقبل بعض الأمهات على الحليب الاصطناعي لسهولة تحضيره، فيما الصادر من الأم يحتوى على كل الفوائد التي يحتاجها الرضيع حتى ستة أشهر من ولادته»، لافتة إلى أن صحة جدة تعتزم إنشاء عيادات للرضاعة الطبيعية في المرافق الطبية، إضافة إلى تنظيم دورات لمدة أسبوع لتدريب العاملين في مراكز الرعاية على توعية الأمهات بفوائد الرضاعة الطبيعية، وطريقتها الصحيحة وتجنب الرضاعة الخاطئة. وأضافت خورشيد: «إن طريقة الرضاعة الصحيحة تكون بتعلق الطفل بالثدي جيداً، وتعتمد طريقة حمله بوضع جسده على جسدها، وبطنه على بطنها ووجهه وذقنه ملامساً لثدي الأم، إضافة إلى ضرورة أن يفتح فمه جيداً ليستطيع التقام جزء كبير من الثدي»، مبينة أن الرضاعة السيئة هي التي لا يكون فيها الطفل على استقامة واحدة، وجسمه بعيداً عن جسم الأم وقدماه مرتخيتين، ويمتص الحلمة فقط وليس جزءاً من الثدي. وأفادت أن التعلق السيئ يفرز الكثير من المشكلات منها عزوف الطفل عن الرضاعة، ويحدث تقرحات في حلمة الأم، إضافة إلى امتلاء الثدي بالحليب، ما يسبب عدم انسيابية اندفاعه للخارج، فضلاً عن ارتفاع درجة حرارة الأم. وذكرت أن الرضاعة الخاطئة تتسبب في انسداد قنوات الحليب في الثدي وتتحول إلى تكتلات تكوّن مع مرور الوقت خراجاً، مشددة على أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل والأم. وزادت: «الرضاعة بطريقة صحيحة تزيد من مناعة الطفل ضد عدوى الالتهابات التنفسية والقي والإسهال وتحميه من الحساسية والأكزيما ومرض السكر، وعلى المدى البعيد لا يتعرض للسمنة والسكري»، موضحة أن الرضاعة الطبيعية تسهل للأم عملية انقباض الرحم بعد الولادة مباشره ويعود لوضعه الطبيعي سريعاً، ويقلل من نسبة النزيف. وأشارت إلى أن الرضاعة الطبيعية تزيد الترابط العاطفي بين الأم وطفلها حتى عندما يكبر، فضلاً عن أنها تساعد الأم على التخسيس، إذ تفقد سعرات حرارية كبيرة تقدر بنحو 500 كيلو كلوري في اليوم، موضحة أن اعتقاد البعض بأن الرضاعة تزيد وزن الأم خاطئ.