يسعى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) إلى توسيع مساحة سيطرته وانتشاره، من خلال إنشاء فرع له في ما يسميه مقاتليه «إمارة صغيرة» في الصومال، البلد الذي مزقته الحرب. وذكر تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أن الفوز بهذه الأرض لن يكون سهلاً، إذ إن حركة «الشباب المجاهدين»، وهي جماعة صومالية تابعة إلى تنظيم «القاعدة»، لها وجود طويل الأمد في البلاد الواقعة في شرق أفريقيا، إضافة إلى أن أتباع الحركة هددوا الأشخاص الذين ينضمون إلى «داعش» بالموت. وكانت حركة «الشباب» حذرت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، من أنها «ستذبح» أي عنصر يغير ولاءه من تنظيم «القاعدة» إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، وقال المسؤول في الحركة أبو عبد الله في بيان بث إذاعياً: «إذا قال أحد ما إنه ينتمي إلى حركة أخرى، فاقتلوه مباشرة» مضيفاً: «سنذبح أي شخص إذا قوض الوحدة». ولكن ذلك لم يمنع عدداً قليلاً من المقاتلين، على الأرجح بضع عشرات، من التحول إلى دعم تنظيم «الدولة الإسلامية»، ما أثار مخاوف بين المسؤولين الأميركيين، الذين استثمروا مئات الملايين من الدولارات من المساعدات إلى الحكومة الصومالية الجديدة، وحملة عسكرية إقليمية ضد المتطرفين الإسلاميين. وتعد الصومال منطقة مهمة جداً ل «داعش» وتمثل «مكافأة» لجماعة متطرفة، إذ إنها (الصومال) تمتلك أطول خط ساحلي في القارة الأفريقية، ويحده ثلاثة حلفاء للولايات المتحدة، هم إثيوبيا وجيبوتي وكينيا. وبدأت حملة التنظيم في تجنيد المقاتلين في الصومال من أشهر طويلة، وأتت ثمارها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، إذ أعلن عبد القادر المؤمن، وهو رجل دين مؤثر، أنه انضم مع مجموعة لا تقل عن 20 من أتباعه معه إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، ووفق تقرير الصحيفة، فإن صورة «الدولة الإسلامية» قد نمت بالفعل بين المسلحين. وتأتي الانقسامات في ما أصبح «داعش» يجتذب أعداداً متزايدة من المقاتلين من الخارج، وتبايعه مجموعات مسلحة أخرى مثل جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا في آذار (مارس) الماضي، إذ قالت الجماعة في تسجيل مصور منسوب لها: «نعلن مبايعة الخليفة (أبو بكر البغدادي زعيم داعش)، على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر».