أكد عضو هيئة كبار العلماء الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ مبارك أن الالتزام بفحص ما قبل الزواج «مطلب شرعي لدرء المفاسد الصحية على الأسرة والأبناء»، مطالباً بالالتزام بنتائجه سواء كان الاختلال «واقعاً» أو «متوقعاً». واعتبر أن فحص الزواج والالتزام به يدخل تحت مقصد «حفظ النسل»، أحد المقاصد الخمسة التي راعت الشريعة مصالح العباد من خلالها، وهي: حفظ الدين والنفس والعقل والنَّسل والمال. وأوضح ل«الحياة» أن إجراء الفحوص للوقوف على أمراض الدَّم الوراثيَّة «مطلوبٌ ابتداءً»، لأنه من باب التوكُّل على الله تعالى، فقد سأل أحدُهُم النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم: أَعْقِلُ ناقتي أو أَدَعُها؟ فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم: «اعْقِلْهَا وتوكَّل». ورأى آل مبارك أن الشريعة راعت البُعدَ عن الأسباب التي قد تؤدي إلى انحلال آصرة الزواج، وعن الأسباب التي تعود على الرابطة الزوجيَّة بالاختلال، سواء كان الاختلال واقعاً أو مُتَوَقَّعاً، وبهذا يَتِمُّ حفظ الأسرة من جانب العَدَم. وقال: «من مُتَمِّمات تقوية آصرة الزواج، سلامةُ الزوجين من أن يكون بأَحدهما مرض ينفّر الآخر منه، وكذلك سلامة أولادهما من الأمراض التي قد تنزل بأولادهما بسببهما، وتكون هَمَّاً تنشغل به الأسرة كلُّها». وأضاف: «كل ما يكون سبباً لتقوية الرابطة الزوجية فإنه مطلوب شرعاً، وكل ما يُخشى منه أن يكون سبباً للإخلال بهذه الرابطة فإنَّ إغلاقَه مطلوب كذلك، وبِهذا نَدْرأُ أسباب الخصومات الزوجيَّة، ونكون قد مَهَّدنا السبيل للسعادة بين الزوجين». وشدد على أهمية فحص الزواج، ملمحاً خلال حديثه إلى أن «فحص الدم» يعد ضرورة تتجاوز في أهميتها «الرؤية الشرعية»، عندما قال: «إذا كان نظر الزوجين إلى بعضهما قبل الزواج من المباح بل والمطلوب شرعاً، فإن فحص الدَّم للتأكُّد من السلامة من الأمراض الوراثيَّة داخلٌ في باب المباح، وقد يكون إلى الاستحباب أقربَ منهُ إلى الإباحة، لأنَّ السَّلامة من الأمراض الوراثيَّة داعيةٌ إلى زيادة المودَّة والأُلْفة، ومُعينةٌ على بثِّ السعادة في البيوت». وحث عضو هيئة كبار العلماء على الالتزام بنتائج فحص الزواج: «إذا كان مِن النَّاس مَن نَدِمَ على تَرْكِهِ النَّظَرَ إلى زوجته قبل الزواج، فإن مِنهم مَن قد يَندَمُ، ومنهم مَن قد يَشْعُرَ بالذَّنب، لأنَّه أغمض عينيه ورَفَضَ الفحص عن أمراض الدَّم الوراثيَّة قبل الزواج». وتابع: «عسى أن نُرزق الفَهْمَ عن الله تعالى في الأخذ بالأسباب لتحصيل السلامة لنا ولأولادنا، وَلِدَرْءِ مفاسد الأمراض عنَّا وعنهم».