على رغم اتساع مساحة منطقة نجران الجغرافية واحتوائها سبع محافظات (شرورة والخرخير وحبونا وثار ويدمة وبدر الجنوب وخباش)، وتبعية 53 مركزاً لها (مركز سلطانة والوديعة والمنتشر والخانق وغيرها)، إلا أنها تفتقد خدمة الإسعاف الجوي التي تسهم في سرعة نقل المصابين من الحوادث المرورية وغيرها، وتقلل من معدل الوفيات. وما شهدته محافظة حبونا التي تبعد عن مدينة نجران 120 كيلومتراًً في الأيام القليلة الماضية من وفاة ثلاثة أشقاء نتيجة حادثة مرورية، إذ وافتهم المنية قبل وصولهم إلى المستشفى نتيجة بعد المسافة ونقص الخدمات الإسعافية، دليل على أهمية توفير هذه الخدمة للمنطقة. بدوره، قال المدير العام للمديرية العامة للدفاع المدني في منطقة نجران العميد عايض الغامدي في حديث إلى «الحياة»، إن فرق الدفاع المدني تواجه في كثير من الأحيان حوادث مرورية بها حالات احتجاز داخل المركبات وإصابات بليغة على الطرق الخارجية وتتطلب سرعة نقل هؤلاء المصابين والطريقة المثلى لنقلهم تكون بالإسعاف الجوي، إضافة إلى حالات التائهين في صحراء الربع الخالي، إذ يسهم الإسعاف الطائر في الحفاظ على أرواحهم واتخاذ الطرق العلاجية الصحيحة في الوقت المناسب وينتج من ذلك خفض المحصلة النهائية للخسائر البشرية. وأشار العميد عايض الغامدي إلى أن الحاجة لهذه الخدمة في منطقة نجران قائمة ووجودها سيسهم بالشيء الكثير في مساعدة المرور والدفاع المدني في تأدية أعمالهم على الوجه الأكمل ومنطقة نجران بحاجة إلى مثل هذه الخدمات. وقال العميد الغامدي إن منطقة نجران تعد ثالث أكبر مساحة في المملكة ما جعلها تتميز ببعد المسافات بين محافظتها، إذ تبلغ المسافة بين محافظة شرورة والخرخير حوالى 600 كيلومتر، وكذلك المسافة بين محافظة شرورة ومدينة نجران حوالى 350 كيلومتراً، والمسافة بين محافظة يدمة ومدينة نجران حوالى 250 كليومتراً. وفي ظل ارتفاع عدد مصابي الحوادث المرورية في المملكة والمنطقة نفسها، لا يوجد في منطقة نجران سوى مستشفى مرجعي واحد، وهو مستشفى الملك خالد، ومع ارتفاع نسبة الحوادث المرورية وبخاصة التي تحدث خارج نطاق المدينة وقلة المراكز الإسعافية، إذ يوجد مركزين أحدهما في حي الفيصلية والآخر في حي العريسة، وسبعة مراكز تتوزع على باقي المحافظات، تبرز الحاجة إلى وجود إسعاف جوي لإيصال المصابين. بدورهم، طالب عدد من المواطنين وكيل إمارة منطقة نجران بسرعة مخاطبة الجهات المختصة لسرعة تشغيل تلك الخدمة التي تساعد في إنقاذ حياة العديد من ضحايا الحوادث، وخاصة التي تقع في المحافظات الطرفية والطرق السريعة، إضافة إلى زيادة عدد المراكز الإسعافية. ويضم الإسعاف الجوي حالياً 13 طائرة عمودية مجهزة بالوسائل الطبية كافة، وتغطي 7 مناطق تضم الرياض ومكة المكرمةوجدة، وجزءاً من طرق الطائفوالمدينةالمنورة والقصيم وحائل وجازان.