تتجه وزارة التعليم إلى وضع ضوابط مشددة، لضبط التعليق المتكرر للدراسة في حال تردي الأحوال الجوية. بعد أن تزايد منح الطلبة إجازات دراسية في حال الأمطار والعواصف الغبارية. وعلى رغم أن تلك الإجازات كانت مطلباً لضمان سلامة الطلبة في حال تغير الأجواء، إلا أن تربويين انتقدوا كثرتها، وخصوصاً في الأعوام الثلاثة الأخيرة. ومن بين أبرز المنتقدين وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، الذي دون في تغريدة له عبر حسابه في «تويتر» قبل توليه الوزارة: «سهولة اتخاذ قرار تعليق الدراسة عند كل رشة مطر أو مناسبة وطنية يبعث برسائل سلبية حول مستوى اهتمامنا بكل ساعة علم وتعليم في مدارسنا وجامعاتنا». ولم يكد يمضي أسبوع على دخوله الوزارة، حتى ترأس وزير التعليم أمس، اجتماعاً للجنة تقويم أخطار الأحوال الجوية وتأثيرها على سير الدراسة، التي شكلتها الوزارة أخيراً لبحث قضايا تعليق الدراسة في حال تغير الأحوال الجوية. وتوصلت اللجنة في أول اجتماعاتها إلى «أهمية ضبط إجراءات التعليق، وفقاً للضرورة القصوى التي تستدعي ذلك» بحسب ما جاء في بيان وزعته الوزارة أمس. وأوضح المدير لعام للأمن والسلامة في وزارة التعليم الدكتور ماجد الحربي، أن اللجنة أكدت ضرورة «ضبط عملية تعليق الدراسة، بالتعاون مع الجهات المعنية، والالتزام بالدليل الصادر عن الوزارة في هذا الشأن»، مبيناً أن الوزير وجه مديري التعليم بالحرص على «سلامة الطلاب في الحالات الضرورية والقصوى التي تستوجب عملية تعليق الدراسة». وأكد الحربي أهمية «تعويض الطلبة عن ساعات الدراسة في حال التعليق، بتنظيم تضعه الوزارة لذلك»، مشيراً إلى أن الوزارة ستنظم ورشة عمل «عاجلة» تضم القطاعات المعنية في الوزارة والجهات الحكومية المعنية بالسلامة، لرفع التوصيات اللازمة لاتخاذ القرارات المناسبة في هذا الشأن. يُذكر أن لجنة تقويم أخطار الأحوال الجوية وتأثيرها على سير الدراسة التي يترأسها وزير التعليم، تتألف من كل من: وكيل الوزارة للتعليم الدكتور عبدالرحمن البراك، والأمين العام لإدارات التعليم الدكتور راشد الغياض، والمدير العام للأمن والسلامة المدرسية الدكتور ماجد الحربي، وأستاذ المناخ في جامعة الملك سعود الدكتور فهد الكليبي. وأسندت وزارة التعليم صلاحية تعليق الدراسة بسبب المتغيرات المناخية إلى مديري التعليم في المناطق، الذين يتخذون قرار التعليق استناداً إلى تقارير الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وتعد هذه الفترة من كل عام (أواخر فصل الخريف وبداية الشتاء) موسم تعليق الدراسة. وتنافست إدارات التعليم في إصدار قرارات التعليق، إذ وصل عدد الأيام الدراسية المعلقة في إحدى الإدارات إلى نحو 10 أيام متفرقة، ما أثار حفيظة كثير من التربويين، الذين رأوا «تفريطاً» في القضية، قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية في العملية التعليمية، لافتين إلى أن دولاً أخرى تشهد متغيرات مناخية أقسى ما تعيشه السعودية، ولا تعلق فيها الدراسة لأي طارئ. وتتزامن عودة التقلبات الجوية مع بدء الدخول الفلكي لفصل الشتاء اليوم، الذي يستمر لمدة 90 يوماً، إذ تستمر هذه التقلبات على مدى الأيام الثمانية المقبلة، وتمتد إلى عدد من مدن المملكة، بينها جدةوالقصيم بحسب توقعات الرئاسة العامة لهيئة الأرصاد وحماية البيئة. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، أن عدداً من المناطق ستتأثر بمنخفض جوي، بدءاً من يوم غد، تشمل تدفقات للهواء البارد، يتبعه انخفاض في درجات الحرارة بشكل ملموس، منوهاً إلى أن المناطق التي ستتأثر بالمخفض الجوي هي الواقعة في شمال غربي المملكة. وأضاف القحطاني ل«الحياة»: «تشير التوقعات إلى عدم استقرار حال الطقس على المناطق السعودية، مع احتمال هطول أمطار متوسطة على المناطق الشمالية، وتحديداًً حائل والحدود الشمالية والجوف يوم الأربعاء، إضافة إلى توقعات بأن تشمل الأمطار منطقة شمال القصيم وشرق منطقة المدينةالمنورة، كما أن الحال المطرية التي تمر بها الأجواء تشمل مكةالمكرمة، وأمطار رعدية تراوح بين المتوسطة والغزيرة على الطائف والقنفذة والليث، والباحة ومنطقة عسير ومنطقة جازان»، مبيّناً أن تأثير الحال المطرية ينتقل إلى منطقة الرياض، وخصوصاً في الأجزاء الشمالية منها، والمنطقة الشرقية ومنطقة القصيم. بدوره، أشار رئيس مركز التميز للتغيرات المناخية في جامعة الملك عبدالعزيز أستاذ المناخ الدكتور منصور المزروعي، إلى أن الحال المطرية المقبلة تشمل محافظة جدة ابتداءً من يوم غد، حتى يوم الخميس، وتتركز على المناطق الجنوبية من المحافظة أكثر من شمالها. فيما أوضح أستاذ الجغرافيا في جامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند، أن الحال المطرية التي ستبدأ غداً، تشمل بعضاً من مناطق المملكة إضافة إلى بعض دول الخليج العربي. وقال: «اليوم هو أول أيام الانقلاب الشتوي، وبصفة عامة من المتوقع أن تشهد أول يومين من فصل الشتاء لهذا العام استقراراً جوياً، في حين تبدأ الحال المطرية من مساء يوم الأربعاء، والتي تؤثر على بعض مناطق السعودية إضافة إلى بعض دول الخليج العربي».