وارسو، موسكو، باريس - رويترز، أ ف ب - قتل الرئيس البولندي ليش كاتشينسكي وزوجته ماريا وقائد الجيش الجنرال فرانتسيشك غاغور، ومسؤولون حكوميون بارزون بينهم وزير الخارجية ماريوسز هاندزليك ونائبه أندريه كريمر ومحافظ البنك المركزي البولندي سلافومير سكرزيبيك ، لدى تحطم طائرتهم من طراز «توبوليف 154»، والتي نقلت 96 راكباً، قرب مطار سمولينسك غرب روسيا أمس. وضمت لائحة القتلى ايضاً قائد القوات العملانية والجنرالات تادوش بوك قائد سلاح البر وأندريي بلاسيك قائد القوات الجوية وفويتسيه بوتاسينكي قائد القوات الخاصة ونائب الأميرال اندريي كارويتا قائد سلاح البحرية، الى جانب الرئيس البولندي الأخير في المنفى ريسزارد كاكزوروسكي، ووزير الدفاع السابق جيرزي سزماجدزينسكي، والناطق الرئاسي باول ويبيتش، وأقرباء لضحايا سقطوا في كاتين المجاورة لسمولينسك، حيث كانوا سيشاركون في ذكرى الضحايا الروس والبولنديين الذين سقطوا في المدينة خلال حكم الزعيم السوفياتي جوزف ستالين عام 1940. وأعلن سيرغي أنتوفييف، الحاكم الإقليمي في سمولينسك عدم وجود ناجين في الحادث الذي رجح حصوله بسبب خطأ من الطيار الذي رفض الاستجابة لنصيحة سلطات الملاحة بالهبوط في مينسك لتجنب الضباب الكثيف، وأصر على الهبوط في سمولينسك، قبل ان تسقط الطائرة على مسافة كيلومترين من مطارها. وعرضت محطات التلفزيون لقطات لجسم الطائرة المحترق وأجزاء متناثرة منها في الأحراج، ما اكد تعرضها لأضرار بالغة بعدما اندلعت النيران فيها اثر تحطمها. وفي اعقاب تلقي النبأ المأسوي، دعا رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إلى عقد اجتماع طارئ للحكومة، فيما تولى بحسب الدستور رئيس مجلس النواب برونيسلاف كوموروفسكي مهمات الرئيس، علماً ان الأخير هو المرشح الرسمي للحزب الليبرالي المدني الى الانتخابات الرئاسية المقررة هذا الخريف، والتي كان يفترض ان يخوضها ضد كاتشينسكي مرشح اليمين المحافظ. وأعلن كوموروفسكي الحداد الوطني لمدة اسبوع، فيما صرح الناطق باسم الحكومة بافل غراس بأن بولندا ستشهد انتخابات رئاسية مبكرة قبل نهاية حزيران (يونيو) المقبل. وقال جاشيك فاسيلفسكي أستاذ علم النفس الاجتماعي في وارسو: «العواقب السياسية ستكون طويلة الأمد، وربما ستغير مستقبل السياسة البولندية بالكامل». اما الخبيرة السياسية لينا كولارسكا بوبنسكا فتوقعت حصول تغيير اجيال في الجيش البولندي، وهي عملية كانت بدأت فعلياً، لكن القدر تدخل لتسريعها». روسيا تعد بتحقيق «دقيق» وفيما ارتفعت الصلوات على ارواح الضحايا في انحاء بولندا وتجمع مواطنون خارج قصر الرئاسة لوضع أكاليل وإضاءة شموع، قدم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ورئيس وزرائه فلاديمير بوتين تعازيهما الى القادة البولنديين، متعهدين اجراء تحقيق «دقيق» في الحادث. ووجه مدفيديف رسالة الى رئيس مجلس النواب البولندي كوموروفسكي جاء فيها: «امرت بإجراء تحقيق دقيق في الكارثة بتعاون كامل ووثيق مع الجانب البولندي». وأضاف: «تشاطر روسيا بولندا حزنها وألمها. اسمحوا لي ان اقدم تعازي الحارة الى الشعب البولندي وأسمى عبارات التعاطف والدعم لعائلات الضحايا وأحبائهم». وفي باريس، ابدى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «تأثره الشديد وحزنه العميق» على الحادث. وأفاد في بيان بأن «نعبر في هذه المحنة المفجعة التي تحزن بولندا برمتها عن مشاعر الصداقة الاستثنائية التي تربطنا ببولندا وشعبها». وأشاد بوطنية نظيره البولندي الراحل الذي «دفعته وطنية ملتهبة، وكرس حياته لبلاده، مدافعاً بلا كلل عن الأفكار التي آمن بها، ومناضلاً بإيمان من اجل القيم التي ادت به الى العمل السياسي: اي الديموقراطية والحرية ومكافحة الاستبداد». كذلك ابدى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير «حزنه الكبير»، وقال: «كان رجل دولة تميز بصفات اخلاقية كبيرة، ووضع التزامه السياسي في خدمة الشعب البولندي». وفي اسرائيل، قدم القادة الإسرائيليون تعازيهم الى الشعب البولندي بوفاة الرئيس كاتشينسكي. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان: «صدمنا باختفائه المفجع. «انه صديق حقيقي لإسرائيل والشعب اليهودي. اثبت ذلك بأفعاله وتحالفه الاستراتيجي المهم معنا». ووجه وزير الدفاع ايهود باراك تعازيه لبولندا، منوهاً بقادة الجيش البولندي الذين قتلوا في الحادث، علماً ان الرئيس الراحل دعا خلال زيارته اسرائيل عام 2006 الى «تعزيز العلاقات بين بولندا وإسرائيل»، مذكراً بأن «اليهود عاشوا ثمانية قرون في بولندا». وأعلنت رئاسة الاتحاد الأوروبي التي تتولاها اسبانيا حالياً، تضامنها مع بولندا في الفاجعة.