باتت دمشق تشكل وجهة مهمة لعشاق ال «نيولوك» أو ال «ديفرنت لوك» من السوريين والعرب، ما أدى إلى تكاثر عيادات ومراكز التجميل التي تقدم قائمة بعمليات تتناول كل الأنماط. وذكرت وكالة «سانا» امس ان سبب اختيار دمشق وبعض المدن السورية لتكون مقصداً لهواة التغيير الراغبين في إجراء عمليات تجميل وخصوصاً تجميل الأنف، يعود إلى انخفاض تكاليفها مقارنة بالدول الأخرى وتوافر أطباء أكفاء يستطيعون منافسة أقرانهم في بعض الدول المتقدمة. وأدى هذا الإقبال إلى انتشار عيادات ومستشفيات خاصة بإجراء عمليات التجميل، فضلاً عن زيادة عدد أطباء التجميل، سواء المتخصصين أو المتمرسين على أيدي خبراء في المهنة . وتشير الإحصاءات إلى أن الأطباء السوريين أجروا في السنوات الماضية مئات من عمليات تجميل للأنف في العيادات والمستشفيات السورية لفتيات عربيات دفعن أجوراً تراوحت بين 200 دولار اميركي وألف دولار للعملية، بينما تصل كلفتها في الخارج بين 1500 و3000 دولار للعملية الواحدة. والبداية كانت لعيادات أطباء الأسنان الذين أصبحت لهم شهرتهم العالمية نتيجة جودة عملهم وانخفاض التكاليف، مقارنة بالدول الأخرى. ويؤكد الدكتور حسام حباب، طبيب أسنان، أن تطور طب الأسنان في سورية أصبح جاذباً لكثير من المغتربين السوريين في البلاد العربية والأجنبية نتيجة فارق الأسعار، لافتاً إلى أن زرع السن الواحد يكلف محلياً بين 600 و1000 دولار أميركي، بينما يكلف في الدول المجاورة بين 2000 و3000 دولار اميركي، كما تبلغ تكلفة الجسور والتركيبات الثابتة بين 40 و200 دولار وفي الخارج 400 دولار، وتصل الى 1500 دولار. ويقصد سورية لإجراء عمليات التجميل زبائن من لبنان والأردن ودول الخليج العربي كافة بالإضافة إلى تركيا، ما يؤهلها لتكون مقصداً للسياحة التجميلية. ويشير الخبير في أحد مراكز التجميل إلى أن سورية باتت تملك شبكة قوية من أطباء التجميل المؤهلين والأكفاء، نظراً إلى أنهم درسوا الطب وثم أجروا اختصاصاً في طب التجميل. ويؤخذ على بعض الأطباء ومراكز التجميل ترويجهم لنمط من الجمال، مثل شفاه هيفاء وعيون إليسا وخدود نانسي وأنف مادونا، وغيرها دون النظر إلى الآثار الجانبية والأضرار التي تسببها مثل هذه العمليات، لافتاً الى «أن عمليات جراحة التجميل لم توجد لتغيير الشكل للأحسن وحسب، وإنما لعلاج مشكلات نفسية واجتماعية في المقام الأول، وذلك من خلال إصلاح وظيفة لعضو قد يحدث تشوها نفسياً وفي هذه الحالة لا تعتبر ترفاً إذا أجريت ضمن ضوابط محددة». ووفقاً للمكتب المركزي للإحصاء فإنه في العام 2008 استوردت مستحضرات التجميل والزينة ومستحضرات العناية بالبشرة، بما فيها مستحضرات الوقاية من الشمس ومستحضر إكساب السمرة بنحو 168 مليون ليرة سورية، بينما بلغت قيمة مستحضرات العناية بالشعر نحو بليون ليرة ومستحضرات العناية بالفم والأسنان، بما فيها معاجين ومساحيق تثبيت الأسنان الصناعية وخيوط تنظيف ما بين الأسنان في عبوات معدة للبيع بالتجزئة بقيمة 305 ملايين ليرة ومواد معطرة بقيمة 164 مليوناً.