أكد وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد أن استراتيجية الأمن الفكري التي طرحها الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب الأمير نايف بن عبدالعزيز أخيراً «جاءت لتؤكد اهتمام المملكة بحال أمن الأمة»، ودعا إلى إقرار هذه الاستراتيجية «كونها مشروعاً فكرياً يرتكز على أمن الدول مجتمعة». وشدد الخالد في حوار مع «الحياة»، على أن «لا صحة للزعم بأن أمن الخليج مخترق، وخير دليل جهود الأجهزة الأمنية السعودية لكشف مخططات الخفيين في مجتمعها، وتعاملها مع العناصر المتسللة عبر الحدود الجنوبية للمملكة». ولفت إلى أن «قوات أمن الخليج على حذر من تداعيات احتمال اندلاع حرب ضد إيران». وأكد أن بلاده «حظرت الداعية السعودي محمد العريفي من دخول أراضيها». وقال: «تم حظره كما حُظر غيرُه ممن يحملون أفكاراً تفرق ولا تجمع، سواء أكانوا من مصر أو سورية أو حتى إيران». ودار الحوار على النحو الآتي: * طرح الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب الأمير نايف بن عبدالعزيز في الاجتماع الأخير للمجلس «استراتيجية عربية للأمن الفكري». كيف تنظرون إلى جدوى هذه الاستراتيجية ودورها في إيجاد حصانة فكرية للشباب العربي في هذا الوقت الذي تموج فيه الأفكار «الضالة»؟ - الحقيقة نحن في المجلس الوزاري دوماً نستفيد من مدرسة الأمير نايف التي قدمت للمجلس الكثير من الدعم الأمني وما زال يقدمه. ومشروع «الأمن الفكري» الذي طرح أخيراً يدل على اهتمام المملكة والأمير نايف بحال أمن الأمة، وهو أمر نأمل أن يتم إقراره ليدخل حيز التنفيذ العام المقبل حتى يكون لفائدة جميع الدول العربية، خصوصاً أنه مشروع فكري يرتكز على أمن الدول، وإقراره أمر نراه واجباً». * أعلنت الأجهزة الأمنية في السعودية القبض على خلايا «إرهابية» مكونة من 113 شخصاً الشهر الماضي كانت تستهدف منشآت أمنية ونفطية. كيف ترون هذا التطور وأثره في منطقة الخليج؟ - كما تعرف، سبق أن أعلنت عبر «الحياة» أننا نعمل في الكويت والسعودية - تحديداً - وفي منطقة الخليج في المسائل الأمنية كجسد واحد. وما قامت به الأجهزة السعودية في ضبط الخلية محل فخر واعتزاز، ونعتبر المملكة دوماً دولة خبيرة في التعامل مع هذه الأحداث، وهي مكان صد لمثل هذا العدوان عن دول الخليج كافة، والتعامل مع من يخرج من القانون بأفكار إرهابية مستوردة وهم من دون شك لا يمتّون بصلة للإسلام. * ما هي بتصوركم تداعيات الحرب الغربية المحتملة على إيران؟ ما توقعكم لأثرها المحتمل على منطقة الخليج من الناحية الأمنية؟ وكيف تردون على الادعاء بأن أمن المنطقة مخترق من خلايا إرهابية «نائمة»؟ - بكل تأكيد نحن نأخذ حذرنا من أي حروب قد تندلع في المنطقة، ولها انعكاسات تجاهنا في شكل أو آخر. ودوماً ننادي بالحلول السلمية، ولسنا مع الحروب، خصوصاً أن منطقتنا مكشوفة، وبالتالي فإن أي حرب سنتضرر منها، وهذا ليس سراً. أما الادعاء بأن أمن الخليج مخترق، فهذا ليس صحيحاً على الإطلاق، لأن خير دليل يؤكد عدم صحته هو الوضع في المملكة العربية السعودية، تعاملها بقوة مع المجرمين من كل ناحية، سواء كانوا «خفيين» في المجتمع، أو على الحدود الجنوبية تجاه العناصر المتسللة، وبالتالي فإن هؤلاء ليس لهم مكان في المجتمع الخليجي. وقال جواباً على سؤال عن افتتاح منفذ جمركي ثالث بين السعودية والكويت وتنقّل المواطنين بالهوية الوطنية: «نعمل على تحقيق ذلك الآن، وهذا أمر سيأخذ وقتاً وجهداً كبيرين. وبالنسبة إلى التنقل بين شعبي المملكة والكويت بالهوية الوطنية فسيكون ذلك إن شاء الله بعد ثلاثة أشهر، أي في آب (أغسطس) المقبل». وأوضح رداً على سؤال آخر عن سعودي تعرض لأمير الكويت: «هذا الأمر ليس لدينا، لأن أي شخص يعتدي على شخصية أمير البلاد يكون اعتدى على أنظمة، وكَسَرَ القانون، وبالتالي يعرّض نفسه للمساءلة القانونية. ونحن في الكويت لا نأخذ الشخص بأنه سعودي أو غيره، وإنما هو شخص مخالف تصدر العقوبة الملائمة في حقه».