كابول، لندن، واشنطن – رويترز، يو بي اي – أعلن وحيد عمر كبير الناطقين باسم الرئيس الافغاني حميد كارزاي أن مسؤولين اثنين بارزين في لجنة الانتخابات تركا منصبيهما، ما يمكن ان يساعد في تهدئة مخاوف الغرب من حدوث تزوير خلال الانتخابات البرلمانية المقررة في ايلول (سبتمبر) المقبل. وقال عمر: «انتهت مدة عمل مدير اللجنة عزيز الله لودين، كما استقال داود علي نجفي كبير مسؤولي اللجنة. وقبل الرئيس كارزاي استقالة المسؤولين» وأضرت الانتخابات الرئاسية التى أُجريت العام الماضي بموقع كارزاي لدى الدول الغربية التى تنشر جنوداً في افغانستان، بعد مزاعم بحدوث تزوير واسع نفذه مسؤولون في لجنة الانتخابات. كابول - واشنطن على صعيد آخر، أكد عمر ان الاتهامات الاخيرة التي وجهها كارزاي للغرب بالضلوع في تزوير الانتخابات «لن تؤثر على العلاقات الاستراتيجية بين كابول والمجتمع الدولي». وأضاف: «العلاقة الاستراتيجية بين كابولوواشنطن ما زالت تندرج في اطار الشراكة في المجتمع الدولي. ووضعنا وموقفنا على حالهما». وأفاد البيت الأبيض أمس، انه سيقوّم أي تصريحات يدلي بها كارزاي كي يحدد مصير دعوته لزيارة واشنطن والمقررة في 12 ايار (مايو). وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس: «سنقوم أي ملاحظات أخرى يدلي بها كارزاي كي نرى إذا كان اللقاء سيكون بنّاءً». ووصف تصريحات كارزاي بأنها «مزعجة ومثيرة للالتباس. نحن نحقق فيها وتبيّن انها غير صحيحة. لذا لا أعرف إذا كان يحاول تحقيق مكاسب سياسية داخلية عبرها». وتابع: «نحن موجودون في أفغانستان ونساؤنا ورجالنا في أفغانستان بسبب التهديد الذي يشكّله علينا تنظيم القاعدة وحلفاؤه المتشددون، من أجل الحفاظ على أمن بلدنا وسلامته». ودعا كارزاي إلى فهم ان أمن بلده وسلامته لن يتحققا فقط من خلال اقتلاع تهديد الإرهاب في بعض المناطق التي لا ينتشر فيها الحكم السليم، فيما كرر بأن كارزاي هو الرئيس الأفغاني المنتخب ديموقراطياً. على صعيد آخر، اصدر كارزاي عفواً خاصاً عن القائد في حركة «طالبان» أكبر آغا بعدما 16 سنة في السجن بتهمة خطف ثلاثة من موظفي الأممالمتحدة عام 2004. ويعتبر موظفو الأممالمتحدة، وهم إمرأة من ارلندا الشمالية ورجلان من كوسوفو والفيليبين، أول أجانب اختطفوا في كابول بعد اطاحة نظام «طالبان» نهاية عام 2001، واطلقوا بعد مرور شهر تقريباً على خطفهم. واستخدم أكبر آغا عملية الخطف لاطلاق مجموعة منشقة عن «طالبان» حملت اسم «جيش المسلمين»، لكنه اعتقل مع افراد مجموعته واودعوا السجن. ولم يصدر اعلان رسمي في هذا الشأن، علماً أن أحد مفوضي حقوق الإنسان في افغانستان اكد بأن عدداً كبيراً من قرارات العفو الرئاسي صدرت سراً وغطاها أصحاب المال أو النفوذ وكبار تجار المخدرات. الى ذلك، شكّك الاميركي بيتر غالبريث المبعوث الدولي السابق الى افغانستان في «الحالة العقلية» للرئيس الافغاني، مشيراً الى احتمال تعاطيه المخدرات. وقال لمحطة «ام اس ان بي سي»: «يميل كارزاي احيانا الى القاء خطب طويلة قوية، ويكون عاطفياً للغاية احياناً اخرى ويتصرف بشكل متهور. وفي الحقيقة ابلغني اشخاص من داخل القصر الرئاسي ان له عشق خاص بنوع من اشهر منتجات بلاده المربحة». وحين طلب منه دعم ادعاءاته بالبراهين، قال المبعوث الدولي السابق: «توجد تقارير في هذا الشأن». وأقالت الاممالمتحدة غالبريث من منصبه السنة الماضية بسبب خلاف حول الضغط على السلطات الافغانية في مواجهة اتهامات تزوير الانتخابات التزوير التي قال غالبريث ان كارزاي عين المتورطين بها. وفيما افادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاثنين الماضي بأن الرئيس الافغاني هدد بالانضمام الى «طالبان» اذا لم يسانده البرلمان في السيطرة على اللجنة الانتخابية، قال غالبريث: «تشير هذه التصريحات الى انه غير متوازن، ولو بشكل قليل على الاقل».