ماذا لو مات الكفيل؟ أيعتبر من على كفالته جزءاً من الميراث؟ وحتى يتم توزيع الميراث ماذا سيكون حال المكفولين؟ أسئلة طرحتها «الحياة»، فتباينت الإجابات بين الجهل بكيفية التصرف، وواقع عاشه بعضهم. يجيب المقيم شاه زان (سائق عائلة)، فيقول: «لا أدري ما الذي يمكن أن يحصل في هذه الحال، فالأسرة هي التي تدير شؤوني، والكفيل لا علاقة لي به تقريباً، لأن عملي مقصور على تنفيذ متطلبات ومشاوير العائلة، ولا ألتقي بالكفيل إلا نادراً، حتى إنه ليس هو من استقبلني في المطار، وأعتقد أنه لو توفي الكفيل فسيكون أمري بيد العائلة». من جهته، يؤكد محمد قاسم (معقب سابق) أن وفاة الكفيل سواء كان مؤسسة أو فرداً تقتضي من الناحية النظامية ما يسمى ب «تعديل مسمى الكفيل»، فيحال إلى الوكيل الشرعي للورثة، وبإحضاره ما يثبت ذلك يتم تعديل مسمى الكفيل. ويضيف: «أما إذا كان الكفيل من العائلة نفسها كما هي الحال مع المرافقين وتوفّي، فنقل كفالتهم إلى أحد أفراد أسرته يحتاج إلى إجراءات أخرى». عن تلك الإجراءات الأخرى يتحدث المقيم «المجرّب» مختار عبدالله حافظ، وهو شاب مقيم توفي والده، يقول: «قبل كل شيء يجب أن أشكر أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز على إنصافه، وأن أنبه إلى وجود خلل في تعامل الجوازات». ويبدأ رواية قصته بأنه «حين توفي والدي طلبت مني الجوازات الإتيان بكفيل، لأن العائل الوحيد توفي، وأخبرونا بأنه ليس لنا إلا أن نأتي بكفيل جيد أو يتم ترحيلنا، على رغم أننا من مواليد السعودية وقضينا فيها أكثر من 30 عاماً». ويضيف: «لحسن الحظ كان كفيل والدي أحد الأمراء، فقمت بمكالمة مندوب الأمير بحكم أنه كان كفيلاً لوالدي لعله يسعى في الموضوع ويخرج لنا أمر نقل كفالة من الإمارة لكي أستطيع كفالة أفراد أسرتي، حتى لا نخسر الإقامة، وبالفعل كتب كفيل والدي خطاباً إلى الإمارة، وحصلنا على الموافقة بسرعة من أمير الرياض، وصدرت المعاملة للجوازات، وكفلني كفيل والدي كخطوة أولى، لأنه لا يحق لي أن أنقل أفراد أسرتي إلا بعد نقل كفالتي، وكمرحلة أولى أصبح لي مكان في الحاسب، ثم أضفتهم إلى نفسي بموجب خطاب الإمارة، لكن هذه الإضافة تم اعتبارها «نقل خدمات»، فنقلت كفالة الأربعة إليّ بمبلغ 2000 ريال لكل فرد». ويتساءل مختار: «لماذا لا أتمكن من ضم أفراد أسرتي تلقائياً بعد وفاة أبي؟ فالوفاة أمر عارض، ولا يمكن أن أقول لوالدي: أعطنا خطاب تنازل عن الوفاة قبل أن تموت! كما أستغرب: لماذا أدفع مبلغاً وقدره 8000 آلاف لنقل كفالة أفراد أسرتي الأربعة وكأن خدماتهم انتقلت من والدي إليّ؟ فهم لا يعملون لدي ولم يكونوا يعملون لدى أبي أصلاً؟». ويتابع: «على رغم حصولي على أمر نقل عائلتي من إمارة الرياض، لزمني أن أعطي أوراقي لمعقب، بيد أن دور المعقب ينحصر فقط في مناولتها لعسكري في الشباك، ولا يصنع شيئاً آخر، وأنا أحرص على أوراقي منه، لكن المعقب يؤخرني ويأخذ مني مبالغ ويساومني ويطلب مني تصوير أوراق غير لازمة ويطيل علي المعاملة، ثم أكتشف أنه يضاعف علي المبلغ ويجبرني على إحضار توكيل له من كفيلي. ويهمني هنا أنني حصلت على توكيل لنقل كفالة أسرة والدي المتوفى من كفيلي إلى كفالتي، ومع أنني أنا من سيكفلهم لم تقبل الجوازات خطاب التوكيل، بل اضطررت للحصول على توكيل لمعقب مخادع، أخذ مني كل ما يستطيع من المبالغ المالية، ولم أخلص المعاملة وأنهها إلا بصعوبات بالغة». وزاد: «لا يتوقف الأمر عند نقل كفالة أسرتي إليّ، بل إنه يتمادى حتى عندما أتزوج قريبتي فلا بد من دفع مبلغ نقل كفالتها إليّ وكأنها كانت خادمة لدى أبيها، وأنا أنقل كفالتها لتصبح خادمة لدي، مع أن صك الزواج كافٍ لإثبات أنها أصبحت جزءاً من عائلتي، لكن كل هذا التعقيد والتكييف الخاطئ للمسألة تم اعتماده من أجل أن تأخذ الجوازات مني مبلغ 2000 ريال، لا لشيء إلا لأن زوجتي انتقلت من دفتر إقامة والدها إلى دفتر إقامتي، وكأنني أدفع للجوازات ضريبة زواج، وليس رسوم نقل خدمات مكفول».