براغ - أ ف ب - يقفل «الشارع الذهبي» في قلعة براغ الذي يعتبر من أشهر المواقع السياحية في العاصمة التشيخية سنة كاملة بدءاً من مطلع الشهر المقبل من أجل أعمال الترميم التي ستعزز طابعه التاريخي على حساب متاجر التذكارات السياحية التي يمتلئ بها. وقال مدير قسم السياحة في القلعة فرانتيزيك كادليك: «آن الأوان لإعطاء صورة جديدة للشارع الذهبي الذي لن يكون بعد الآن مملكة لمتاجر بيع التذكارات السياحية، هدفنا هو أن يتعرف الزوار اكثر إلى تاريخ الشارع والقلعة». ويعود الشارع الى عهد الامبراطور الجرماني وملك بوهيميا رودولف الثاني (1552 - 1612)، وكان يسمى قديماً بحي الصاغة. ويصطف على أطراف الطريق الضيق نحو 20 بيتاً صغيراً جداً شيّد تحت قناطر سور القلعة. وكانت هذه البيوت أولاً مخصصة لسكن رماة السهام الذين كانوا يعملون لحساب الملك، ثم سكنها حرفيون فقراء، لكنها لم تكن يوماً كما تقول اسطورة يشيعها المرشدون السياحيون منازل للخميائيين الذين كلفهم رودلف الثاني بتحويل الرصاص الى ذهب. وقال كادليك ان «الشارع الذهبي لطالما كان عالماً مستقلاً عن محيطه، وكان التناقض صارخاً بين طابعه الشديد التواضع وبين عظمة وأبهة قصر الملك». ومن سكان هذا الحي الكاتب التشيخي الشهير الذي كتب باللغة الالمانية فرانز كافكا (1883 - 1924) الذي كان يبحث فيه عن الإلهام. وغادر آخر سكان الشارع الذهبي منازلهم بُعيد وصول الشيوعيين الى الحكم في عام 1948. أما طابعه السياحي فيعود الى 1955 مع تحول كل بيوته الصغيرة هذه تقريباً الى محال تجارية. وأقر ديفيد سيبيك من القسم الإعلامي في القصر الذي بات الآن مقر الرئاسة التشيخية بأن الخبراء يدقون ناقوس الخطر «لأن الحي بات مهدداً الآن بعد تسرب مياه الأمطار حتى الأساسات». وتبدأ اعمال الترميم في الثالث من ايار (مايو) المقبل وتستمر حتى نيسان (ابريل)2011. وقد تمتد فترة اعمال الترميم هذه اعتماداً على سير عمليات التنقيب الاثرية. واعتبر الناطق باسم الوكالات السياحية التشيخية توميو اوكامورا ان ««الشارع الذهبي» جوهرة نادرة، فهو شعبي جداً وليس هناك من سائح لا يتمنى زيارته، لذا سيكون إغلاقه خسارة كبيرة». لكنه أقر أيضاً بأن «ترميمه بات أمراً ضروريا». وأفاد كادليك بأن بعض المتاجر سيفتح من جديد بعد ترميم الشارع كالمكتبة التي تقع في البيت رقم 22 الذي سكنه كافكا سابقاً، اما ما تبقى من بيوته فسيتحول الى متاحف صغيرة. وأشار الى منزل مؤلف من غرفة واحدة صغيرة جداً «نجد هنا اصغر بيت في براغ والذي سيتحول الى نسخة مصغرة عن مشغل تقليدي للمجوهرات». اما المنزل المجاور فهو منزل العرافة الشهيرة السيدة تابس التي كانت من آخر سكان الشارع وتوفيت اثناء استجوابها من قبل الشرطة السرية الالمانية (الغستابو) بعد ان تنبأت بسقوط الرايخ الثالث. وسيتحوّل عدد من البيوت الى نسخ عن بيت لرماة السهام الذين عملوا لحساب الملك او بيت معالج بالأعشاب او ساحر او خياطة. وسيعكس بيت آخر الأجواء في مطعم قديم. وقال كادليك ممازحاً «لكن لن يكون هناك مكان للخيميائيين! اصلاً لم يكن لهم يوماً علاقة بالشارع الذهبي. هذه الخرافة يجب ان تنتهي».