كراكاس - أ ف ب، رويترز - وقع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز في إطار زيارته إلى كراكاس سلسلة اتفاقات في مجالات الدفاع والطاقة كما اتفقا على دراسة إمكان دخول فنزويلا في السباق إلى الفضاء. ووفرت الزيارة التي استمرت 12 ساعة تعزيزًا لتشافيز الذي يواجه انتقادات داخلية ودولية لإخفاقه في حل مشكلات بلاده الاقتصادية ومحاولته إسكات المعارضة لحكمه الذي بدأ قبل 11 سنة. وأصبحت فنزويلا شريكاً أساسياً لروسيا في أميركا اللاتينية التي كانت سابقاً منطقة نفوذ للولايات المتحدة، وحيث تسعى موسكو لتعزيز وجودها. وبعد يوم طويل من المحادثات في القصر الرئاسي الفنزويلي، وقع تشافيز وبوتين نحو 30 اتفاقاً ينص أهمها على تأسيس شركة مختلطة للتنقيب عن النفط والغاز في فنزويلا التي تعد أول مصدّر للخام في أميركا اللاتينية. وكانت النقطة الرئيسة في زيارة بوتين إطلاق المشروع المشترك لتطوير حقل جونين 6 في حوض أورينوكو النفطي (شرق) والذي سيتطلب استثمارات تقدّر ب20 بليون دولار على مدى 40 سنة. وتتوقع فنزويلا أن يبدأ المشروع في إنتاج 50 ألف برميل من النفط يومياً بحلول نهاية السنة الحالية. وستملك فنزويلا 60 في المئة من الشركة المنوي تأسيسها وكونسورسيوم روسي 40 في المئة. وتشمل الاتفاقات الأخرى الموقعة خصوصاً بناء ناقلات نفطية أو تزويداً بالطائرات لتجديد الأسطول الجوي لفنزويلا وبلدان أخرى في أميركا اللاتينية. وشكر تشافيز روسيا التي كما قال ستستفيد فنزويلا من «خبرتها الهائلة» في مجال الفضاء. وأعلن بابتهاج أن بلاده «دخلت في السباق إلى الفضاء» من دون أن يضيف مزيداً من التفاصيل في مؤتمر صحافي عقد عقب حفلة توقيع الاتفاقات. وكان الإعلان عن احتمال مشروع فضائي في فنزويلا أثار رد فعل ساخراً من قبل الناطق فيليب كراولي باسم وزارة الخارجية في الولاياتالمتحدة التي تقيم علاقات متوترة مع الحكومة اليسارية الراديكالية التي يترأسها تشافيز. وقال كراولي انه يتعين على حكومة تشافيز «ربما أن يكون لديها أولويات أرضية أكثر منها فضائية». وأكد تشافيز أيضاً أن كراكاس مستعدة ل «البدء بإعداد أول مشروع لبناء محطة نووية» موضحاً أنه «بحث المسألة» مع بوتين. وكان أعلن عشية ذلك «لن نصنع القنبلة الذرية لكننا سنطور الطاقة النووية لغايات سلمية. علينا أن نحضر لمرحلة ما بعد البترول»، وذلك بعد سنة ونصف السنة من توقيع اتفاق في هذا المعنى مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في موسكو. وأضاف تشافيز: «لا نبني تحالفاً ضد الولاياتالمتحدة. لا نأبه بما تفكر فيه واشنطن، وسنواصل القيام بمشتريات متواضعة من السلاح من موسكو تمثل الحد الأدنى اللازم للدفاع عن فنزويلا». وبعد المؤتمر الصحافي المشترك انضم إلى الرئيسين الرئيس البوليفي ايفو موراليس الحليف المقرب من تشافيز، في القصر الرئاسي حيث تباحث بدوره مع بوتين خصوصاً في شأن قرض بقيمة مئة مليون دولار طلبته لاباز لشراء معدات عسكرية من روسيا. وفي إطار زيارة بوتين، تسلمت كراكاس آخر أربع مروحيات روسية. كذلك حصلت أخيراً على قرض روسي جديد بقيمة بليوني دولار للحصول على مصفحات «تي72» وأنظمة للدفاعات الجوية، ما أثار قلق واشنطن.