دشن وزير النفط والمعادن اليمني أمير العيدروس الإنتاج التجريبي من الخط الثاني لمشروع الغاز الطبيعي المسال في بلحاف في محافظة شبوة على البحر العربي جنوباً. وأوضح العيدروس في تصريحات للصحافيين عقب جولة في منشآت الإنتاج، أن الخط الثاني أنجز قبل موعده بشهر كامل، وهذا نادراً ما يحصل في مشاريع الغاز ويمثل في الوقت ذاته نموذجاً لمشاريع الغاز الناجحة في العالم. وأضاف العيدروس: «أن مستقبل اليمن في مجال الغاز واعد وفقاً للدراسات والمؤشرات الجديدة والاستكشافات بوجود كميات من الغاز في عدد من الحقول»، لافتا إلى «أن مشاريع الغاز تحتاج إلى سوق طويلة المدى ومنشآت رئيسة كبيرة تستغل الكميات المنتجة ترافقها إجراءات تشريعية». وقال إن وزارة النفط والمعادن أضافت استكشاف الغاز من ضمن اتفاقات المشاركة في الإنتاج الخاصة باستكشاف النفط السابقة، وإن سبع اتفاقات عقدت العام الماضي تضمنت جميعها استكشاف الغاز إلى جانب النفط. وأكد وزير النفط اليمني أن وزارته تعمل على استقطاب مستثمرين وشركاء لاستغلال الاكتشافات الغازية الجديدة، سواء في إنتاج الكهرباء أو الصناعات البتروكيماوية أو الصناعات المكمّلة، مشيراً إلى أن هناك إقبالاً كبيراً من الشركات لاستغلال الكميات المكتشفة. وأعلن العيدروس عن توقيع اتفاقات محتملة في شأن عدد من القطاعات النفطية، من خلال التفاوض والتنافس المحدود مع شركات عالمية يعلن عنها قريباً. ويعد مشروع تصدير الغاز الطبيعي أكبر مشروع اقتصادي في اليمن، تكلفته نحو 4.5 بليون دولار، وبدخول خط الإنتاج الثاني تصل كمية الإنتاج الكلية فيه إلى 6.7 مليون طن متري سنوياً. وأشار المدير العام للشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال فرانسوا رافان إلى أن عملية الإنتاج تبدأ بطريقة تصاعدية وأن عدد الشحنات التي ستصدّر هذه السنة 85 وترتفع ابتداء من العام المقبل بين 100 و105 شحنات. وقال انه تم تصدير 18 شحنة غاز إلى الأسواق العالمية منذ تدشين المشروع، آخرها على الناقلة «أروي» التابعة للشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال التي انطلقت أول من أمس. ولفت إلى أن عدد شحنات الغاز للتصدير سيرتفع من واحدة كل أسبوع إلى شحنة كل ثلاثة أيام بدخول الخط الإنتاجي الثاني. ولفت إلى أن مشروع الغاز الطبيعي المسال يعد المشروع الوحيد الذي بدأ الإنتاج من ضمن المشاريع المماثلة خلال الأعوام الخمسة الماضية، وحقق خط الإنتاج الأول من المشروع نجاحاً كبيراً فيما يحقق الخط الثاني معدل نجاح أعلى بالاستفادة من التجارب السابقة. وأكد رافان أن الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال استطاعت كسب ثقة الشركات في ما يتعلق بصادرات الغاز الطبيعي، بخاصة في وقت يشهد العالم عدم استقرار اقتصادي. وأضاف أن موقع المشروع المتميز يتيح المجال للوصول بسهولة إلى الأسواق العالمية، وأنه يتم التواصل مع بلدان أخرى لشراء الغاز الطبيعي من اليمن. ويقدر احتياط الغاز في مأرب المخصص للمشروع ب 9.15 تريليون قدم مكعبة من الكميات المؤكدة، خصص منها تريليون قدم مكعبة للسوق المحلية لإنتاج الطاقة الكهربائية إضافة إلى 700 بليون قدم مكعبة كميات إضافية محتملة.