تم تأجيل عقد الاجتماع السداسي الخاص بسد النهضة في الخرطوم المقرر اليوم، الى يومي 11 و12 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، بناء على طلب إثيوبيا. وصرّح الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد، بأن وزير خارجية إثيوبيا تادروس إدهانوم، طلب من نظيره المصري سامح شكري، خلال لقائهما على هامش اجتماعات «قمة أفريقيا الصين» في جوهانسبرغ أمس، تأجيل عقد الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والري في كل من مصر والسودان وإثيوبيا، والمخصص لاستكمال المشاورات السياسية والفنية حول سد النهضة، إلى يومي 11 و12 كانون الأول بدلاً من اليوم الأحد في الخرطوم وفقاً لما كان مقرراً. وأوضح الناطق أن الوزير الإثيوبي أكد لشكري أن طلب التأجيل يرجع إلى تكليف مفاجئ صدر له من رئيس الوزراء الإثيوبي بالمشاركة في زيارة مهمة معه إلى كينيا خلال الفترة المحددة لعقد الاجتماع السداسي، وأنه يتطلّع إلى تفهّم الجانب المصري أسباب طلب تأجيل موعد الاجتماع. وتشكو القاهرة غالباً من البطء في تنفيذ المسائل الفنية والمشاورات حول سد النهضة. وفي الاجتماع الثلاثي الأخير في القاهرة الشهر الماضي، لفت وزير الري والموارد المائية المصري حسام مغازي، الى أن معدلات تنفيذ السد تسير أسرع من المشاورات الفنية بين الدول الثلاث، التي بدأت قبل أكثر من عام. واعتبر وزير الري والموارد المائية السابق محمد نصر علام، أن المفاوضات بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة لم تبدأ بعد، وأن الجانب الإثيوبي فرض أجندته السياسية بالقوة، حيث جعل المحادثات الفنية الثلاثية مخصّصة لتأثير سد النهضة في مصر والسودان، وليس لبناء السد وسعته، ولمّح علام إلى أنه «أثناء التفاوض مع الجانب الإثيوبي، تشعر بوجود إسرائيل من خلف الستار». وانتقد الوزير السابق «الجانب المصري» الذي «لم يطالب حتى الآن بوقف بناء السد أو حتى تأخير البناء لدراسة تأثيره فينا»، كما «لم نطالب بتعديل المواصفات الفنية للسد أو حتى المفاوضات على فترة معينة»، وأوضح أن جميع اللقاءات التي حدثت بين مصر وإثيوبيا والسودان تأتي لإقناع المكاتب الفنية بدراسات تأثير سد النهضة في مصر والسوادن فقط، من دون النظر إلى حجم السد. واجتمع مغازي أمس، مع أعضاء اللجنة الوطنية المصرية في إطار الترتيبات لاجتماعات الخرطوم، وقال مستشار وزير الموارد المائية والري للسدود علاء ياسين، إن اجتماع الخرطوم الأسبوع المقبل يبحث سرعة تنفيذ الدراسات الهيدروليكية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية لسد النهضة، وضمانات تنفيذها عقب الانتهاء منها، آخذاً في الاعتبار تسارع العمل في بناء السد، وعدم البدء بتنفيذ الدراسات منذ بدء مفاوضات سد النهضة في آب (أغسطس) 2014.