أعلنت رئاسة الحكومة الإسرائيلية رسمياً مساء أول من أمس أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو سيزور مصر خلال الأسبوعين المقبلين «استجابة لدعوة الرئيس حسني مبارك»، على أن تتم الزيارة قبل زيارته لواشنطن ولقائه الرئيس باراك اوباما المتوقع في 18 الشهر الجاري. ولم يحدد بيان صادر عن مكتب نتانياهو مكان لقائه الرئيس المصري الذي سيكون أول زعيم يلتقيه نتانياهو خارج إسرائيل منذ عودته إلى سدة الحكم قبل شهر، لكن مصادر صحافية توقعت أن يتم الاجتماع أواخر الأسبوع المقبل. وكتبت «يديعوت أحرونوت» ان نتانياهو سيعرض على الرئيس المصري «خطته لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وأسسا لدفع المفاوضات نحو تسوية إقليمية، وفي مركزها استئناف المفاوضات على المسار السوري». على صلة، أفادت صحيفة «هآرتس» أمس أن مستشاري نتانياهو سيغادرون الأسبوع المقبل إلى واشنطن واوروبا للقاء مسؤولين أميركيين للتحضير لزيارة نتانياهو للعاصمة الأميركية. وقالت الصحيفة إن سفر المستشارين يأتي في ظل مخاوف في أوساط نتانياهو من «أفكار ومطالب غير متوقعة» قد يطرحها الرئيس باراك اوباما على ضيفه الإسرائيلي. وذكرت أن رئيس قسم الإعلام وتخطيط السياسة في وزارة الخارجية رون دريمر سيصل إلى واشنطن غدا للمشاركة في مؤتمر لجنة الشؤون الخارجية الأميركية – الإسرائيلية (ايباك)، وسيلتقي مسؤولين كباراً في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية للتحضير لزيارة نتانياهو. كذلك سيلتقي مستشار الأمن القومي عوزي أراد في إحدى العواصم الاوروبية مسؤولين أميركيين كبارا للغرض ذاته. وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه خلال المداولات الداخلية لمستشاري نتانياهو، التي تمت في الأيام الأخيرة، تم التطرق إلى «سيناريو» يفاجئ فيه الرئيس الأميركي رئيس الحكومة الإسرائيلية بمطالب محددة في مسائل تتعلق بالاستيطان والبؤر الاستيطانية والمفاوضات مع الفلسطينيين. وأضافت أن ثمة تخوفاً آخر لدى مستشاري نتانياهو من «صدام علني» بين اوباما ونتانياهو خلال المؤتمر الصحافي الذي سيعقب اجتماعهما يكشف حجم الخلافات بينهما. لكن صحيفة «يديعوت أحرونوت» جاءت بتقرير مغاير قالت فيه إن البيت الأبيض بعث ب «رسائل طمأنة» إلى إسرائيل تقول إن الإدارة الأميركية لن تضغط على إسرائيل «للذهاب إلى أفق سلمي بكل ثمن». إلى ذلك، كتبت «هآرتس» أن تل أبيب لم تجد بعد التفسير الشافي لإرجاء زيارة نتانياهو لواشنطن التي كانت متوقعة الأسبوع المقبل للمشاركة في مؤتمر «ايباك»، وأن التبرير الأميركي بأن جدول أعمال الرئيس الأميركي لن يسمح له بلقاء نتانياهو ليس مقنعاً بعد ان تبين أن اوباما سيلتقي في الموعد المفترض إياه الرئيس شمعون بيريز الذي غادر الى الولاياتالمتحدة للمشاركة في المؤتمر. ورأى مصدر سياسي مطلع على كواليس السياسة الأميركية أن إرجاء اللقاء نجم عن شعور أميركي ب «الإهانة»، إذ علمت واشنطن أن نتانياهو يريد لقاء الرئيس على هامش مشاركته في مؤتمر «إيباك».