اختار التيار الصدري دمشق للدعوة الى «تشكيل حكومة شراكة حقيقية وعدم استبعاد اي من القوائم الاربع الفائزة» في الانتخابات، معلناً انه يجري اتصالات لترتيب زيارة وفد رفيع الى السعودية في الايام المقبلة، في وقت حذرت قائمة «الحركة الوطنية العراقية»، التي تصدرت نتائج الانتخابات من محاولات الانقلاب عليها وعزلها وانتقد زعيمها اياد علاوي المحادثات التي اجراها حزبيون عراقيون في ايران اخيراً وتناولت تشكيل الحكومة. وندد «ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، بما اعتبره تهديدات اطلقها عدد من زعماء «العراقية» بعزل المحافظات الغربية (السنية) في حال عدم تشكيل «القائمة» الحكومة المقبلة، فيما أعلنت «هيئة المساءلة والعدالة» وجود قرار باستبعاد 5 أعضاء جدد في قائمة «العراقية»، فازوا في الانتخابات، بالاضافة الى 6 أعضاء أعلن عنهم في وقت سابق، ليرتفع عدد المستبعدين الى 11 نائباً، معظمهم من «العراقية». واستبق وفد من التيار الصدري حلفاءه في «الائتلاف الوطني» في بدء محادثات مع الدول العربية، ووصل وفد منه الى دمشق أمس برئاسة رئيس الهيئة السياسية كرار الخفاجي وعضوية النائبين قصي السهيل ومحمد الدراجي، أجرى محادثات مع عدد من كبار المسؤولين السوريين، تناولت «افرازات العملية الانتخابية وتصورات التيار ازاء النتائج والتحالفات الممكنة» كما قال السهيل الذي دعا باسم التيار الى «تشكيل حكومة شراكة حقيقية وعدم استبعاد اي من القوائم الاربعة» الفائزة الرئيسية في الانتخابات وهي «العراقية» و»دولة القانون» «الائتلاف الوطني» و»التحالف الكردستاني». ولفت السهيل الى ان «الائتلاف الوطني» طرح مبادرة لعقد مائدة مستديرة بين الاطراف الفائزة ل»الوصول الى توافق باختيار الاشخاص المؤهلين للمواقع الاساسية وفق معايير ثابتة». وكان القيادي في «الائتلاف الوطني» كريم اليعقوبي أعلن ان «وفداً من الائتلاف يعتزم القيام بجولة عربية بدءاً من مطلع الاسبوع المقبل، سيزور خلالها السعودية والاردن ومصر والامارات»، مبينا ان «محطته الاولى ستكون دمشق». وتابع ان «الائتلاف سيقدم للقادة العرب برامجه السياسية للسنوات الأربع المقبلة اذا تسلم الحكم وكان رئيس الوزراء منه»، كما انه «سيؤكد بقاءه المدافع الامين عن وحدة العراق وعمقه العربي». وأعلن صلاح العبيدي الناطق باسم الصدر ان «مقتدى الصدر حض العراقيين على المشاركة في استفتاء شعبي عام لاختيار رئيس الوزراء مطلع الشهر المقبل يكون ملزما على الاقل لكتلته في دعم من يختاره الشعب». وكان علاوي شن صباحاً هجوماً لاذعاً على ايران، واتهمها بالاستمرار في التدخل في الشأن الداخلي. وقال في كلمة له امام عدد من المهنئين بفوز «العراقية» انه «لا ايران ولا غيرها تستطيع ان تفرض علينا ما تريد»، مضيفاً ان «طهران أصبحت اليوم تتدخل بكل تفاصيل الحياة في العراق، وتريد ان تفرض علينا ما تشاء من اسماء وصيغ وأوضاع». واطلق امس محافظ ميسان السابق والقيادي في تيار الصدر عادل راضي مهودر بعد اعتقاله لشهور برفقة عدد من حراسه، بعدما امر رئيس الحكومة بالافراج عن عدد من قادة التيار المعتقلين منذ نحو عامين. وفي واشنطن، أكد السفير الاميركي لدى العراق كريستوفر هيل ان العراقيين لن يقبلوا بحكومة «غير مصنوعة في الداخل»، وشدد على أهمية تواصل الكتل النيابية الكبرى مع التحالفات الأصغر لتشكيل الحكومة، معرباً عن «تفاجئه» بالنتائج التي حققها التيار الصدري. وقال هيل في ايجاز عبر الفيديو حضرته «الحياة» أن الاجتماعات المنعقدة في طهران تأتي من باب «وجود مصلحة لجميع دول الجوار» في العراق، واضاف «نحن قلقون من تدخل دول أخرى في عملية التشكيل» انما «الشعب العراقي لن يقبل بأي حكومة ليست من صنع الداخل». وقال أن واشنطن على اتصال بمعظم القيادات العراقية وبينها علاوي الذي نصحه «بالعمل مع باقي الائتلافات» كونه يحتاج «الى 70 صوتاً الى جانب ال 91 مقعداً لكتلته» لنيل أي تفويض لتشكيل الحكومة، وتوقع أن تأخذ العملية «فترة أشهر».