كشفت أولى جلسات ملتقى السفر والاستثمار السياحي أمس، عن تحقيق القطاع السياحي في المملكة نمواً في معدل التوظيف خلال الأعوام الخمسة الماضية بنسبة 6.5 في المئة، مقارنة بنمو قدره 1.3 في المئة على المستوى العالمي للفترة نفسها. وأكد المدير التنفيذي في الاستشارات الاستراتيجية والاداء الحكومي بشركة برايس ووتر هاوس كوبرز الدكتور باسل ياغي خلال الجلسة الأولى من الجلسات العلمية للملتقى الدور المهم للسياحة في القضاء على العديد من مشكلات البطالة ومحاربة الفقر في المملكة، اضافة الى توفير فرص العمل وتقليل نزوح المواطنين من قراهم ومناطقهم إلى المدن الكبرى. وقال إنه «في ظل التحدي الماثل بضرورة توفير 4 ملايين فرصة عمل خلال السنوات العشر المقبلة وفقاً لمصلحة الإحصاءات السعودية فإن السياحة تظهر كحل أمثل لهذه المعضلة من حيث أنها قطاع خدمي يظهر عائده خلال فترة وجيزة على جميع الأنشطة الاقتصادية». وأشار إلى عدد من المعوقات التي تواجه السياحة في المملكة والتي من الضروري حلها، ومنها التغيرات الاجتماعية وضغوط المستهلكين لتحسين الجودة وهيكلة سوق العمل السعودية وضغوطات العمالة الوافدة وتدني معدلات الأجور في السوق السياحية السعودية. وذكر المدير التنفيذي بشركة برايس أنه على رغم أن القطاع السياحي حظى ب 2 في المئة فقط من التمويل الحكومي مقارنة بالقطاع الصناعي الذي حظي ب 88 في المئة من التمويل الحكومي، والزراعي ب 10 في المئة من التمويل إلا أنه قاد القطاعات في مجال توليد فرص العمل»، داعياً الى اعتماد قطاع السياحة السعودية قطاعاً خدمياً تنموياً رئيسياً وزيادة الاستثمار في القطاعات السياحية ودعم المنتجات السياحية وتطويرها. من جانبه، شدد عضو اللجنة الوطنية للسياحة بمجلس الغرف ابراهيم الراشد على ضرورة عدم تغييب التمويل الحكومي عن القطاع، للنهوض بالسياحة الوطنية، موضحاً أن غالبية المستثمرين الحاليين في القطاع هم من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 70 في المئة، وأن القطاع الخاص ما زال يحمل عبء التدريب والتمويل وشراء الأراضي والاقتراض من البنوك، وكل ذلك يحتاج الى دعم الدولة. واعتبر الراشد أن مستقبل الاستثمار في القطاع السياحي «مبشر ويثير التفاؤل مع ازدياد الوعي المجتمعي وانتشار المؤسسات السياحية واتخاذ السياحة كصناعة، ما يبشر بازدياد فرص العمل»، مستشهداً بقول أحد الخبراء أن كل مليون دولار تستثمر في السياحة تقدم 167 وظيفة سياحية، بينما كل مليون يستثمر في قطاع البتروكيماويات يوفر 4 فرص فقط، ما يظهر الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه السياحة في القضاء على البطالة ومحاربة الفقر. وطالب الراشد بزيادة المخرجات والشباب السعودي المدرب على إدارة كل أنواع العمل السياحي والقضاء على معوقات النهوض بالسياحة، قائلاً: «هناك استثمارات كبيرة لم تدخل للسوق بعد وذلك بسبب غياب التشريعات والأنظمة عن القطاع أو الاعتقاد بقلة الربح أو عدم الوعي بهذه الصناعة، ما يحتم التوسع في التدريب وتوفير التمويل الميسر وسرعة العمل على الانتهاء من كثير من الأنظمة والتشريعات المنظمة للقطاع».