انتقد الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد الصحافة والفضائيات الإسلامية، مشدداً على تسميتها ب «الدينية» لا «الإسلامية». وقال: «تعاني الصحافة الدينية من رتابة المضمون، وضعف الشكل، والتقوقع على الذات، وعدم الاحتفال بالتنوع، والافتقار إلى المهنية بشكل يدعو إلى الرثاء أحياناً، ولذا فهي مطالبة «بصحوة» شاملة، أو تغيير في الرؤية يمكنها من كسر الحواجز التقليدية والنمطية التي تمنعها من المزاوجة بين لغة الصحافة الحديثة وبين ثراء الدين واتساعه وجاذبيته». وحول هل مصطلح الإعلام الإسلامي هل يحجّر واسعاً؟ يرى الدكتور ابن سعيد أنه «لا يحجر واسعاً فحسب، بل يغرس في أذهان الجمهور موقفاً مسبقاً من الوسيلة الإعلامية، ومن ثم يجد هذا الإعلام نفسه متوجهاً إلى شريحة واحدة فقط متشوقة لخطابه، خاسراً في المقابل جماهير عريضة ليست «محافظة»، أو لا تجد في الصحافة الدينية ما يشدها ويلبي حاجتها إلى المعلومة والتسلية.». وفي لفتة منه لعناوين بعض المسميات للإعلام الإسلامي يقول: «انظر إلى الأسماء الرائجة للوسائل الإعلامية الدينية ستجد أكثرها مباشراً مثل «الإصلاح»، «الأمة»، «الرسالة»، «الإرشاد» وغيرها من الأسماء ذات الطبيعة الدعوية أو الأممية. لماذا لا يكون اسم الفضائية الدينية مثلاً «الوطن» بدل «الأمة»، أو «اليقظة» بدل «الصحوة»، أو «الرأي» بدل «الدعوة»؟ ويزيد: «زاوية الهوية التي تحشر الوسيلة المحافظة نفسها فيها تقودها إلى استشعار أهمية اقتصارها على ما يخدم هذه الهوية، ومن ثم رفض التعددية، أو ما يمكن تسميته «أسطورة النقاء، وربما يشمل رفض التعددية التنكر لمعايير إسلامية في النشر وإدارة العمل الصحافي مثل «الحكمة ضالة المؤمن»، و «ناقل الكفر ليس بكافر»، و «إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة». ويختم بقوله: «إذا أريد لمصطلح «الإعلام الإسلامي» أن يجسد الرؤية الكونية للإسلام، فيجب ألا يقولب نفسه في صور ومفردات نمطية بعينها، ويجب أن يكون طرحه واسعاً سعة الكون».