تحتضن قاعة «اللواء» في القاهرة معرضاً فنياً للتشكيلي السوداني معتز الإمام عنوانه «النهر». ويشغل العمل مساحة 16 متراً مربعاً وهو عبارة عن إبداع توثيقي يمثل رحلة نهر النيل من المنبع في بحيرة فيكتوريا في أوغندا حتى المصب عند البحر الأبيض، بإنسانه وحيوانه ومناخه. ويمثل مساحة أعدها الفنان للاحتفال بالبيئة ضمن مشروعه الكبير «مقاومه تغير المناخ وحشد الدعم الشعبي» من خلال الفن لهذه القضية الضخمة. «النهر سر الوجود» عبارة يضعها الإمام نصب عينيه، وهو يسعى من خلال معرضه إلى تسجيل حضور لوني فني لعلاقة أزلية، هي علاقة نهر النيل وإنسانه وحيوانه ومناخه وثقافته ببعضهم بعضاً من خلال العناصر والأمكنة. «النهر» سؤال قديم وملح في كل سفرياته وتنقلاته بين بلدان حوض النيل. يقول: «مازلت واقعاً بين تلك الاستفزازات البصرية والفكرية العظيمة للشكل المهيب والمضمون العميق للنهر وما حوله من جدليه للفكر والنظر، وأنت تحلق بالطائرة أو تلك الملامح والسحنات والثقافات المتعددة والمتقاربة في وادي النهر العظيم تلحظ ذلك بوضوح من جميع الزوايا، وأن كل تلك المؤثرات الجمالية ما هي إلا أسئلة تحتاج الى البحث وإدارة الحوار مع مفرداتها، وهي حقل مفتوح للدراسة الجمالية أيضاً». ويخاطب الفنان المُتلقي من خلال كتابة رافقت العمل: «قد تبدو لك خريطة، وقد تبدو لك لوحه تجريدية، وقد تبدو لك دراسة لونية، وقد تبدو لك لا شيء لكنها حوار مستمر». معتز الإمام فنان تشكيلي سوداني من مواليد 1979 درس وتخرج في كلية الفنون الجميلة في جامعة السودان في الخرطوم. عاش وتنقل بين معظم دول حوض النيل، ويعيش حالياً ويعمل كفنان متفرغ بين مصر والسودان. كما عمل كفنان تشكيلي متفرغ منذ تخرجه والى الآن، وكأستاذ رسم وتلوين ومعالج نفسي من طريق الرسم والتلوين للأطفال ضحايا الحروب في مركز غريس (grace) لرعاية الأطفال في العاصمة السودانية.