أظهرت دراستان حديثتان ان الرضاعة مهمّة لصحّة الأمّ والطفل معاً، إذ يوفر حليب الأم غذاءً مثالياً لرضيعها، ويحميها من الإصابة بسرطان الثدي والتهاب المفاصل ويحسّن صحة القلب. وذكر موقع «نيويورك تايمز» الأميركي ان إحدى الدراسات أظهرت أن الرضاعة الطبيعية تحمي النساء من الإصابة بسرطان الثدي وتعمل على «إعادة ضبط» عملية التمثل الغذائي بعد الحمل وتجنب النساء الحوامل مرض السكري. وأشارت دراسات سابقة إلى أنّ الرضاعة تحمي الأمّ من الإصابة بسرطاني الثدي والمبيض، وتعيد برمجة عملية الأيض بعد الولادة، وتقي من التهاب المفاصل الروماتويدي، بالإضافة إلى تحسينها صحّة القلب وإلى حفاظها على مستوى جيّد لضغط الدّمّ. وقالت أستاذة الطب في «جامعة كاليفورنيا» في مقاطعة ديفيس الأميركية، إليانور شوارتز إن «الطرفين (الأم والطفل) فائزان، لأن الرضاعة الطبيعية تجنب خمسة آلاف امرأة الإصابة بسرطان الثدي كل عام، وتحمي 14 ألفاً أخريات من الإصابة بالنوبات القلبية». وأوضح تقرير نُشر في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، شمل نتائج دراسات عدة أجريت على حوالى 40 ألف امراة يعانين من سرطان الثدي، ان الرضاعة تقلّل من خطر الإصابة بنوع شرس من سرطان الثدي وهو «سرطان الثدي الهرموني» بنسبة 20 في المئة. وأضاف التقرير ان الرضاعة الطبيعية لفترة وجيزة تقلّل من خطر هذه الأورام التي يصعب علاجها، والتي هي أكثر شيوعاً بين الأميركيات من أصل أفريقي، والصغيرات في السن. وقالت إحدى المشرفات على الدراسة الدكتورة ماريسا فايس إن «الحمل والرضاعة خطوتان مهمتان، لأنهما تجريان تغيرات في خلايا قنوات الحليب التي تجعل الثدي أكثر مقاومة للسرطان». وأوضحت «منظمة الصحة العالمية» أن قرابة 80 ألف طفل ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات، يمكن حمايتهم من خطر الموت المبكر إذا تم إرضاعهم رضاعة طبيعية من عمر 0 إلى 23 شهراً بطريقة جيدة. وأفادت دراسة أجرتها «جامعة هارفارد» الأميركية ونُشرت في صحيفة «دايلي مايل» البريطانية، بأن الأطفال الذين لا يرضعون طبيعياً يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض أو الموت المبكر، وترتفع احتمالات إصابتهم بالأمراض والإعاقة. كما أظهرت أن الأطفال الذين لم يرضعوا طبيعياً معرّضون لالتهابات مؤدية إلى أمراض القلب والسكتات الدماغية في وقت متقدم من العمر.