أجبر ارتفاع معدلات المعيشة في المملكة سعوديات في التفكير بجدية في موضوع تحديد النسل، خصوصاً أن ارتفاع عدد الأطفال في أسر محدودي الدخل يشكل معضلة في استقرار الأسرة ولا سيما أن عدم قدرة رب الأسرة على توفير حاجاتها كافة يسهم في نشوب خلافات زوجية. وقالت أمينة الصالح وهي أم لثلاثة أطفال: «إن تنظيم النسل من أفضل الطرق لتحسين الحياة، وللحد من المشكلات الزوجية، فضلاً عن ارتفاع الأسعار والغلاء»، وأضافت: «اتبعت هذه الطريقة، وأرى أنها فعالة، إذ أصبح باستطاعتي تربية جميع أطفالي تربية سليمة ومركزة، كما أستطيع توفير كل حاجاتهم». من جانبها، ترى وضحة الغامدي أن تنظيم النسل في الوقت الحالي ضروري بسبب صعوبات المعيشة التي حدثت أخيراً: «لم أتبع هذه الطريقة قبل سنوات، لأن الحياة كانت أسهل، أما الآن فأنا أؤيد تنظيم النسل، كي نستطيع تربيتهم تربية جيدة وتوفير ما يريدون». من جانبه، يرى رئيس مركز الدراسات الاقتصادية في جدة الدكتور خالد الحارثي أنه يجب توجيه العائلة السعودية لهذا الأمر، خصوصاً محدودي الدخل في ظل تزايد الكثافة السكانية وانخفاض دخل الفرد، ما يؤثر في انخفاض التضخم، ويمنع زيادة حجم القوة الشرائية، للاستفادة من الرواتب التي يتسلمها الموظف، مشيراً إلى أن التحرك الأخير الذي توجهت إليه الحكومة السعودية في معالجة التجمد الوظيفي، ومنح العلاوات والدرجات أسهم في تحريك دخل الأفراد خصوصاً الموظفين الحكوميين». وأضاف: «اتفق مع الطرح الذي يقول إن تنظيم النسل هو الوسيلة أو الضمان لنوع من الاكتفاء الذاتي بمعنى ألا يكون دخل الفرد محدوداً، ويتجه إلى تكوين أسرة كبيرة فيصعب عليه إعانتهم، وتأمين حياة جيدة لأسرته». وأشار إلى أن عدداً من الدول اتجه إلى فرض عقوبات على زيادة النسل في الأسر كما هو الحال في الصين، إذ إنه يجب على كل أسرة أن يوجد فيها طفل واحد وإذا زاد العدد تترتب عليه عقوبة قانونية، وقال: «أما السعودية فلا تزال دولة ناشئة فتزايد النسل فيها يعطي ثقلاً في حضور الدولة، أمام الدول الأخرى»، مضيفاً أن هذا التوجه فيه إيجابيات وسلبيات والسلبيات مثل زيادة البطالة وعبء أكبر على التأمينات والضمان الاجتماعي. ولم ينف وجود إيجابيات لعدم تحديد النسل «إذ قد ينشأ جيل يساعد في تطوير إنتاج البلد وتحويله إلى بلد منتج وصناعي، ويمكن أن يسهم في حماية الدولة عسكرياً، والمؤشرات تقول إن السعودية الأكثر نسبة في تزايد المواليد، وهذا المؤشر يجب أن يؤخذ في الاعتبار كي نتفادى أزمة العقبات، وأن نواظب على زيادة النسل».