أعادت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية تأكيد عزمها على التوجه إلى مجلس الأمن الدولي «لإعادة عرض النزاع العربي - الإسرائيلي من مختلف أبعاده»، في حال فشل المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وعقدت اللجنة اجتماعاً مساء أمس في سرت شارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزراء خارجية 13 دولة أعضاء في اللجنة والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، تم خلاله عرض نتائج الجهود الأميركية لإحياء المفاوضات وقرار اللجنة الرباعية الدولية الأخير وكذلك نص مشروع عن القضية الفلسطينية والصراع العربي - الاسرائيلي ومستجداته وتم رفعه إلى القمة. ودان مشروع القرار «كل الإجراءات والممارسات الإسرائيلية غير المشروعة في الأراضي المحتلة، بما فيها القدسالشرقية وبيت لحم والخليل وقطاع غزة». وأوضح أن «تلك الممارسات تشير إلى نيات إسرائيل المبيتة لنسف أي جهد تفاوضي وإعاقة الوصول إلى تسوية عادلة والإمعان في تغيير التركيبة السكانية والشكل الجغرافي للأراضي المحتلة بما يجعل من الصعب قيام دولة فلسطينية ذات سيادة من خلال فرض الأمر الواقع على الأرض التي كان آخرها إعلان عدم نية اسرائيل الانسحاب من منطقة غور الأردن، وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدسالشرقية وقرار الحكومة الاسرائيلية الأخير بالعمل على تسجيل الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم على قائمة المواقع التراثية الإسرائيلية». وأعرب عن «القلق الشديد من استمرار سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة». ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى «التمسك بموقفه المبدئي والأساسي الذي دعا فيه إلى الوقف الكامل لسياسة الاستيطان في كل الأراضي المحتلة، بما في ذلك النمو الطبيعي وفي القدسالشرقية، باعتباره يشكل عائقاً خطيراً أمام تحقيق السلام العادل والشامل». وطالب الإدارة الأميركية واللجنة الرباعية «بعدم قبول الحجج الاسرائيلية لاستمرار الاستيطان والاعتداءات المستمرة في القدس لتهويدها، والضغط على إسرائيل للموقف الكامل والفوري للاستيطان». وأكد «الرفض القاطع لأية اقتراحات لحلول جزئية أو مرحلية بما في ذلك اقتراح الدولة ذات الحدود الموقتة أو على أي جزء من الأراضي الفلسطينية»، كما أكد «الالتزام بالموقف العربي بأن استئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية يتطلب قيام إسرائيل بتنفيذ التزامها القانوني بالوقف الكامل للاستيطان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدسالشرقية، ورفض كل الذرائع والتبريرات الإسرائيلية تحت أي مسمى للاستمرار في نشاطها الاستيطاني غير المشروع، وكذلك تأكيد ضرورة الالتزام بسقف زمني محدد لهذه المفاوضات وأن تستأنف من حيث توقفت وعلى أساس المرجعيات المتفق عليها لعملية السلام». وأكد الموقف العربي من أنه «في حال فشل المفاوضات غير المباشرة واستمرار الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، ستقوم الدول العربية بالدعوة إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لإعادة عرض النزاع العربي - الإسرائيلي من مختلف أبعاده»، وطلب من الولاياتالمتحدة «عدم استخدام الفيتو باعتبار أن فشل المفاوضات وتدهور الأوضاع في الأراضي المحتلة يبرر ذلك». وأكد «أهمية الدور الذي تقوم به لجنة مبادرة السلام العربية وأهمية استمرار جهودها وفقاً للإطار السياسي الذي يقوم على أن مبادرة السلام العربية المطروحة اليوم لن تبقى على الطاولة طويلاً». وطالب ب «رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة فوراً». وطلب من الولاياتالمتحدة «اتخاذ موقف واضح من هذا الحصار الظالم واللاإنساني». وشدد على «رفض كل أشكال التوطين».وأكد مجدداً أن «السلام العادل والشامل هو خيار العرب الاستراتيجي، وأن عملية السلام شاملة لا يمكن تجزئتها وأن السلام العادل والشامل في المنطقة لا يتحقق إلا من خلال الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة... والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين». وقرر «طرح الإجراءات الاسرائيلية غير المشروعة في القدس والأراضي المحتلة على محكمة العدل الدولية ومجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة، والطلب من الأمين العام بدء اتخاذ الاجراءات اللازمة لتنفيذ ذلك».