مساكين هم العاملون في أنديتنا من رؤساء أندية وأعضاء مجالس إدارات وغيرهم من العاملين في المجال التطوّعي في كواليس الأندية السعوديّة. فعلى رغم تخصيصهم لجزء ليس باليسير من أوقاتهم وأموالهم بل وراحتهم وفي كثير من الأحيان سمعتهم وكرامتهم من أجل أنديتهم... إلاّ أنّهم لا يزالون يلقون الكثير من عدم الإنصاف، سواء من الجماهير أو من بعض الصحافيين أو حتّى ممن يحاربونهم في إدارات الظل (على افتراض وجودها)... بعض هؤلاء المساكين، يعملون لسنوات في أنديتهم، وغالباً ما يسهمون في تحقيق بطولات وإنجازات حافلة لها، ومن أول إخفاق أو تعثّر لهم، سواء أكان لسوء اتخاذ قرارات أم لانعدام الدعم الشرفي والجماهيري، إذ وترى هجوماً شرساً منقطع النظير حيالهم ممن كانوا يصفّقون لهم ويتغنّون بأسمائهم، بطريقة إن لم تدعُ للاشمئزاز، فإنّها تدعو للشفقة... مساكين هم الجماهير الكروية السعودية، فهم لم يعودوا يعرفون حقوقهم كجماهير، ولم يعودوا يعرفون من الذي من المفروض أن يشاد به في حال النجاح، ومن الذي من المفروض أن يلام أو حتّى يندّد به في حال الفشل، مهما كان سببه. فتجدهم في كثير من الأحيان لا يعرفون أصلاً ما الذي يجري داخل أسوار أنديتهم، ولا يملكون حتّى الحق بالسؤال، وكأن رئيس النادي وأعضاء إدارته قد امتلكوا النادي وتاريخه ومستقبله، بينما هم كما نعرف، متطوّعون!... مساكين هم لاعبونا السعوديون المحترفون! فكثير منهم لا يعرف مضمون عقده الذي وقّعه مع ناديه، بل وحتّى الذي وقّعه مع مدير أعماله المفترض! فبعضهم القليل قد لا يجيد القراءة، وهذا قد نعذره لجهله، ولكن الغالبية التي تقرأ، كثير منهم لا يحب أن يقرأ، إمّا عن كسل أو عن خوف بألا يفهم ما يقرأ ومن ثم يقع في حرج، أو أنّه يثق بالآخرين ثقة عمياء لم تعد تنفع في زماننا هذا. مساكين هم الرياضيون الناشئون السعوديون، فالاهتمام المنصب نحوهم، محصور فقط في عدد قليل جدا يمثّل الأندية الرياضية، بينما الآلاف المؤلّفة من النشء تجدهم يمارسون نشاطاتهم الرياضية المختلفة على طرقات الأسفلت، وملاعب الطين التي قد تبعد عن بيوتهم مسافات طالما عرّضتهم لمخاطر جسدية وأخلاقية ومعنوية، وهم لا يجدون من يدافع لهم عن حقوق، بل ولا يعرفون أصلاً أنّ لهم حقوقاً مثلهم مثل ناشئي أميركا، واليابان بل قطر وسيريلانكا... مساكين هم حكّامنا السعوديون، لكل الألعاب، وليس فقط لكرة القدم، فبعضهم أصبحوا ضحيّة لتغيير شبه سنوي للجانهم التحكيمية، وبعضهم أصبح «ملطشة» لمسؤولي بعض الأندية سواء من خلال تصرفات داخل الملاعب أو تصريحات على أعمدة الصحف، دون أدنى حق لهم باسترداد حقوقهم المعنوية (باستثناء حالات قليلة جداً وقعت تحت عين كاميرات التلفزيون ولواقطها)، بل ولا يستطيعون حتّى المطالبة او الإدلاء بآرائهم في ما يخص المردود المادي والمعنوي الذي يعود عليهم في مقابل خدماتهم التحكيمية التي يقدّمونها. المساكين أعلاه، لا بد من يتم إنصافهم والاعتراف بحقوقهم أيها السادة، لتخرج رياضتنا السعودية من المأزق الذي تعيشه الآن، ولا بد من إحالة المصفّقين للفشل لتحقيق جنائي بعد إحالتهم لكشف طبّي على عقولهم الصدئة. [email protected]