نيويورك، طهران، أنقرة – أ ب، رويترز، أ ف ب – قال ديبلوماسيون إن الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني أجرت محادثات أمس عبر دائرة مغلقة، ناقشت خلالها مشروعاً قدمته واشنطن لفرض عقوبات جديدة على طهران، لكنها لم تتوصل إلى اتفاق. ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسي غربي قوله إن الصين التي كانت رفضت خلال الأسابيع الماضية، المشاركة في محادثات حول فرض سلسلة رابعة من العقوبات على إيران، شاركت في المشاورات الهاتفية التي أجراها مسؤولون بارزون في وزارات خارجية الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). وأضاف انه كما كان متوقعاً، لم تتفق الدول الست على مشروع لفرض عقوبات، مع أن الصينيين قالوا انهم يرغبون في المشاركة في محادثات هاتفية أخرى، لمناقشة «عناصر أكثر تفصيلاً» للعقوبات المحتملة. وكانت «رويترز» نقلت عن مسؤول في الخارجية الروسية قوله إن «ممثلين روساً وصينيين عقدوا محادثات مع ممثلي الخارجية الإيرانية في طهران» مطلع الشهر الجاري، مضيفاً أن المحادثات أجريت في إطار جهود الدول الست. وزاد: «جوهر هذه الإجراءات هو حضّ طهران على التصرف في حدود الإطار المتفق عليه مسبقاً في برنامج الدول الست، لتسوية الملف النووي الإيراني». وأقر بأن «السحب تتجمع وموقف إيران لا يترك مساحة للمناورة الديبلوماسية»، مستدركاً أن «ذلك لا يعني أن من الممكن إغلاق القضية والمضي قدماً في الخطوة التالية وهي العقوبات. لم تصل الأمور الى هذا الحد بعد». وقال المسؤول الروسي: «إذا أصبحت (العقوبات) حتمية، من المحتمل أن تدعمها روسيا التي تعارض بالتأكيد أي عقوبات تشلّ (إيران) مستهدفة معاقبتها أو تغيير النظام». وأضاف: «لا يمكنك معاقبة 70 مليون إيراني، بسبب هذه المشكلة». وفي باريس، أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن «موقف التحدي الذي اختارته الحكومة الإيرانية لا يترك لنا خياراً آخر: علينا العمل على فرض عقوبات جديدة». وقال: «سنواصل السعي الى حوار، لكن ما هي الردود التي حصلنا عليها على محاولاتنا لفتح حوار؟ لا شيء ملموساً». واعتبر أن إيران «تطوّر قدرات نووية حساسة لا مصداقية لأهدافها المدنية»، مشيراً الى انها «تزيد من مدى صواريخها، فيما نددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقارير عدة بامتناع إيران عن التعاون معها بما فيه الكفاية، ناهيك عن رفض إيران جميع اقتراحاتنا للحوار والتعاون». لكن تركيا رفضت مطالب الولاياتالمتحدة بتأييد فرض عقوبات على إيران. وقال الناطق باسم الخارجية التركية بوراك اوزوغرجين: «ما زالت هناك فرصة أمامنا، ونعتقد بوجوب استغلالها جيداً. (المطلوب) مزيد من الديبلوماسية». وفي إشارة الى زيارات مسؤولين أتراك الى طهران، في محاولة لتسوية النزاع، قال أوزوغرجين: «نعتقد أن لإيران نيات طيبة في هذا الشأن وتريد حلاً، وإلا ما كنا سنقوم بهذه الجهود. نود إعلام أصدقاءنا الغربيين في شكل منتظم، بالانطباعات التي نحصل عليها (من المحادثات مع إيران)». ولفت الى أن «الدول الأعضاء في مجلس الأمن تناقش بعض العقوبات الجديدة، لكن من الصعب القول إن للمجلس موقفاً موحداً من القضية». وقال إن تركيا ليست وحدها التي تعتقد بأن «العقوبات لن تخدم الهدف المطلوب». في السياق ذاته، جدد وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم الدعوة إلى تسوية سلمية لأزمة الملف النووي الإيراني، ملمحاً الى إمكان تخصيب اليورانيوم الإيراني في بلد ثالث. وقال بعد لقائه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في ريو دي جانيرو: «إيران لا تثق في بعض البلدان، وتلك الدول لا تثق في إيران. ما هو الحل؟ الحل كما تفعل في المعاملات الخاصة، هو مستودع أمين يمكن أن يكون بلداً ثالثاً». ولم يحدد أموريم بلداً معيناً يمكنه استضافة تبادل الوقود النووي، لكنه استبعد البرازيل. في غضون ذلك، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي الرسالة التي بعث بها الرئيس الأميركي باراك أوباما الى طهران لمناسبة رأس السنة الإيرانية، مجرد «خداع». وقال: «تلك التعليقات لم تكون سوى خداع. أرسلوا (الأميركيون) رسائل عدة خلال السنة الماضية، يطلبون إجراء محادثات مع إيران، لكنهم مرروا في الوقت ذاته أكثر من 60 قانوناً ضد إيران في الكونغرس». وأضاف: «طالما أن لا إحساس بالتوازن بين تعليقاتهم وأفعالهم، لن يكون عرض إجراء محادثات سوى خدعة. أوباما فقد احترامه لدى الرأي العام العالمي، وعليه لا قيمة لرسالته».